ولاة التميز والحكامة الرشيدة والتخطيط الاستراتيجي بجهات المملكة

منصب الوالي في المملكة المغربية هو منصب سام، حيث يمثل الملك في الإقليم الذي يشرف عليه، وينوب عن رئيس الحكومة في تنسيق جهود مختلف مندوبي الوزارات المعتمدة بالإقليم مثل الصحة والتعليم والأمن وغيرها من الإدارات العمومية المعنية بخدمة مصالح المواطنين.

وحسب الدستور المغربي لسنة 2011 فقد منحت صلاحيات مهمة للولاة لكونهم يمثلون السلطة المركزية في الجماعات الترابية، وحدد مهامهم في :

  • تأمين تطبيق القانون.
  • تنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة ومقرراتها.
  • المراقبة الإدارية.
  • مساعدة رؤساء الجماعات الترابية وخاصة رؤساء المجالس الجهوية على تنفيذ المخططات والبرامج التنموية.
  • تنسيق أنشطة المصالح اللامركزية للإدارة المركزية والسهر على حسن سيرها، تحت سلطة الوزراء المعنيين.

انطلاقا من هذه المسؤوليات ،يتبين الدور المحوري للولاة على مستوى متابعة الانخراط في المشاريع الكبرى ووضع الاستراتيجيات المستقبلية ، ونهج سياسة القرب والحكامة الجيدة

، والعمل على تنزيل مقتضيات الجهوية المتقدمة كخيار استراتيجي للبلاد.

وفي هذا الصدد ، برز ولاة ببعض الجهات أحدثوا بها إصلاحات هيكلية عميقة ، واشتغلوا بكل تبصر وشجاعة لتطوير التنظيم الترابي وجلب الاستثمار ، وتطبيق القانون على الجميع. وتنفيذ البرامج الحكومية التي تستمد فلسفتها العامة من التوجيهات الملكية.

أقول هذا الكلام ، لان الرأي العام الوطني والجهوي يتابع عن قرب فعالية ونجاعة عدد من الولاة ببعض الجهات،ولاة الانصات ونهج سياسة القرب ،يقودون مشاريع تنموية هيكلية بجهاتهم ، بينما هناك ولاة اخرين يتحركون داخل جهاتهم ببطئ وبكثير من الحذر .

وحسب المهتمين، هناك خمس جهات عرفت وتعرف تنمية مهيكلة تؤطرها برامج و مشاريع إصلاحية وتأهيلية استراتيجية جعلت من هذه الجهات قبلة للاستثمار وللتنمية المستدامة ،نتيجة مقاربات وتدخلات ولاة هاته الجهات الذين يقودون ثورة تنموية حقيقة ومستدامة بهذه الجهات وفق التوجهات الملكية  يقودها خمسة ولاة من خيرة رجال السلطة بالممكلة ، مشهور لهم بالفعالية والجدية والصرامة والالتزام بتطبيق القانون .

وسجل الولاة الخمسة الآتية أسماؤهم، على صعيد المملكة خلال السنة الأخيرة حضورا لافتا في جهاتهم بتحويلها لاوراش مهيكلة ومشاريع كبرى غيرت معالم هذه الجهات بهدف تحقيق مقتضيات النموذج الجهوي الجديد الذي يرعاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس،

وسنحاول في هذا المقال استعراض أبرز المنجزات التي حققها ولاة التميز في مختلف المجالات بجهاتهم:

 

محمد اليعقوبي: والي عاصمة الأنوار المستأمن على رؤية جلالة الملك

منذ تعيينه، يعمل الوالي اليعقوبي جاهدًا لخدمة مصالح المواطنين، ليس فقط من داخل مكتبه، بل أيضًا من خلال التواجد الميداني في مختلف المواقع.

وفد تابع المواطنون في عهده الصراعات التي نشبت بين اليعقوبي والمنتخبين حول الاختصاصات المخولة لكل طرف في تدبير شؤون المدينة التي تشهد العديد من الأوراش الكبرى. وقد وصفت الصحافة المغربية اليعقوبي بـ"سوبرمان" بسبب القرارات الجريئة التي اتخذها.

حتى رجال السلطة المعروفين في الهرم الإداري لوزارة الداخلية المغربية، مثل الباشوات والقياد ومعاونيهم، وجدوا صعوبة في مواكبة وتيرة عمل اليعقوبي. فالرجل يستثمر في التقدم التكنولوجي، وقد شوهد كثيرًا وهو يتنقل بين مواقع بناء المدينة والجهة، مراقبًا المشاريع عن كثب باستخدام جهاز الكمبيوتر الشخصي. أصبح اليعقوبي مبدعًا في استثمار التكنولوجيا لتعزيز فعالية عمله.

لم يدم انتظار أهل جهة الرباط طويلًا، فقد باشر اليعقوبي مهامه بسرعة فائقة. وعقد اجتماعًا مع عمال الجهة لعرض تصوره وتنفيذ خارطة طريق متجانسة بالتعاون مع عمال سلا والقنيطرة والخميسات.

تشهد جهة الرباط – سلا- القنيطرة منذ سنوات إقلاعًا مشروعًا تنمويًا كبيرًا أعطى انطلاقته جلالة الملك، عبر مشاريع وبرامج تنموية غيرت معالم الجهة، وجعلتها قطبًا إشعاعيًا دوليًا يتناسب مع مكانة العاصمة. من بين هذه المشاريع برنامج التنمية الحضرية لمدينة الرباط، ومشروع تهيئة حوض أبي رقراق، وبرنامج التأهيل الحضري المندمج لمدينة سلا.

يقوم اليعقوبي يوميًا، برفقة عامل سلا الجديد عمر التويمي، بجولات بين الرباط وسلا لمتابعة سير المشاريع التي تندرج في إطار مشروع "الرباط عاصمة الأنوار".

كما يبحث الوالي في أسباب بطء بعض الشركات في تنفيذ مشاريعها، وقد فرض العمل المستمر حتى منتصف الليل على الشركات المكلفة بتهيئة أسوار وطرقات الرباط، خاصة تلك التي تقع بالقرب من محيط قصر مشوار بتواركة.

اليعقوبي هو رجل دولة نشيط لا يعرف الكسل. كما يصفه أحد تقنيي الإدارة التقنية في ولاية طنجة، التي تولى شؤونها قبل أن يعينه الملك واليا على عاصمة الأنوار الرباط. ومنذ تنصيبه رسميًا من قبل وزير الداخلية في فبراير الماضي، تحولت الرباط إلى ورشة عمل دائمة، تسعى لتحقيق الرؤية الملكية التي تهدف إلى جعل المدينة واحدة من مراكز الحضارة المضيئة في العالم.

محمد مهيدية.. والٍ  يُجري أكبر عملية إعادة تأهيل في تاريخ الدار البيضاء

 

سيرته على كل الألسن، وحينَ يُذكر في مجلسٍ فكأنما يقص المتحدثون ظُهور “مهيدية المنتظر” الذي جاء ليملأ  الدار البيضاء عدلا بعدما مُلِئت جوراً.

سائقو سيارات الأجرة، الحلاقون، مرتادو المقاهي… أضحى الوالي، محمد مهيدية، موضوعاً مفضلاً لكل فضاءات الثرثرة  بالدار البيضاء، وذلك بعد مرور أزيد من عام على تعيينه، بتاريخ 19 أكتوبر 2023، واليا على جهة الدار البيضاء سطات.

استبشار البيضاويين بواليهم الجديد يستند إلى المعطيات المتوفرة حول خبرته وباعه الطويل في تسيير مدن وجهات؛ وما واكب ذلك من إصلاحات لاسيما إبان تجربتيه الأخيرتين في طنجة والرباط.

ولأن عمليات التجميل لا تتم دون جراحة و”تشويه” مسبق؛ فلعل الدار البيضاء حاليا في خضم هذه المرحلة، ترقص على إيقاع الجرافات والمعاول والحفارات.

سائقو سيارات الأجرة أكثر من يدعي معرفة قدر مهيدية في الدار البيضاء، لأنهم يتجولون طيلة اليوم على حد زعمهم، وبينهم شبه إجماع على كونه “رجل ميدان”، يصادفونه غير ما مرة يتفقد سير الأشغال ويباغت المسؤولين عن الأوراش؛ “السيد واقف على شغله” يقولون.

ليس شارع الزرقطوني وحده المعني بالأشغال؛ فقد جرى في الآونة الأخيرة تعبيد العديد من الطرق والأزقة، بما فيها تلك التي كانت نِسيا منسيا بموقع قصي وسط الأحياء الشعبية.

“رجل المساحات الخضراء”؛ هكذا وصفه أحد المعلقين على “فيسبوك”؛ أوراش الحدائق التي شُرع في إحداثها أو إصلاحها يشهد على ذلك؛ لكن الأجلّ هو نزوله أخيراً عند طلب ما فتئت الساكنة ترفعه منذ عدة أعوام: “أوقفوا التنخيل”. إذ تفاعل الوالي مع مطلب رفعته حركة “المغرب بيئة 2050″، متخذا قرارا بوقف زراعة النخيل في شوارع  الدار البيضاء، وموافقا على استبداله بأشجار تلائم الظروف البيئية المحلية.

المركب الرياضي محمد الخامس أيقونة الرياضة في الدار البيضاء، ومحج الرجاويين والوداديين المفضل للقاء قطبي الكرة بالمدينة. يخضع بدوره للتأهيل استعدادا للاستحقاقات الرياضية الكبرى التي يستعد المغرب لاستضافتها؛ “دونور” خضع أيما مرة لإصلاحات مطولة في ما مضى سرعان ما يعود لإغلاق أبوابه بعدها وهو في حالة مزرية. الأمر بلا شك يؤثر على أداء الناديين التاريخيين الذين يتخذان منه ملعبا لهما، فضلا عن أداء الجمهور البيضاوي الذي اتخذ منه مُنطلقا لشهرة عالمية بإبداعاته في المدرجات.

ولا تخلو “إصلاحات مهيدية” من جموح في بعض الأحيان، يشهد على ذلك ما يجري على هامش مشروع “المحج الملكي”؛ حيث يتواصل هدم منازل مصنفة آيلة للسقوط في أفق إنجاز المشروع وسط تعالي احتجاجات ساكنتها.

فقد لا يكون إصلاح البنيات التحتية منتهى ما تطمح إليه الساكنة؛ التي تأمل أن يلتفت الوالي مهيدية لمشاكل أخرى مُتعلقة بالخدمات وانتشار ظواهر اجتماعية مؤسفة.

الجريمة، التسول، الباعة المتجولون… مشاكل وأخرى يتداخل فيها الأمني بالاجتماعي، وتحتاج بدورها لتفكير وعناية عميقين من الوالي/العامل؛ للعثور على حلول وسطى تضمن العيش الكريم للمعنيين بها والراحة للساكنة المتضررة من تفشيها.

فريد شوراق..نموذج حقيقي للقيادة المحلية التي تركز على التنمية المستدامة والشاملة

تجسد منجزات الوالي فريد شوراق بجهة مراكش آسفي نموذجًا حقيقيًا للقيادة المحلية التي تركز على التنمية المستدامة والشاملة. من خلال تعزيز البنية التحتية، ودعم الاقتصاد المحلي، وتحسين الخدمات الاجتماعية، والتفاعل مع القضايا البيئية والثقافية، نجح شوراق في تحقيق تقدم ملحوظ للجهة، مما يساهم في تحسين حياة المواطنين وتعزيز مكانة مراكش على المستوى الوطني والدولي.

فمنذ تعيينه واليًا على جهة مراكش آسفي، عمل محمد شوراق على تنفيذ العديد من المشاريع التنموية التي أسهمت بشكل كبير في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة. وفيما يلي أبرز المنجزات التي حققها خلال فترة ولايته:

تحت إشراف الوالي فريد شوراق، شهدت جهة مراكش عدة مشاريع ضخمة لتحسين البنية التحتية. من بين أبرز المشاريع كانت توسيع الطرق والطرق السريعة، وتحديث شبكة النقل العام، مما ساعد على تسهيل التنقل داخل المدينة وفي المناطق المجاورة. كما تم تحسين شبكة الكهرباء والماء الصالح للشرب في المناطق الريفية والنائية.

تعتبر مراكش من أهم الوجهات السياحية في المغرب، وبتوجيهات من الوالي فريد شوراق، تم العمل على تطوير المنشآت السياحية والتجارية. فقد تم دعم المشاريع التي تهدف إلى تحسين البنية السياحية للمدينة، مما عزز من مكانتها كوجهة سياحية عالمية. كما تم تطوير الأسواق والمراكز التجارية في إطار تحسين جاذبية المدينة للمستثمرين.

عمل الوالي شوراق على تعزيز جودة الخدمات الاجتماعية في جهة مراكش، وخاصة في مجالات التعليم والصحة. تم بناء وتجهيز مدارس جديدة في الأحياء النائية، بالإضافة إلى تطوير مراكز صحية، ما ساعد في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين. كما تم تخصيص ميزانيات لتوسيع دائرة التغطية الصحية في القرى والمناطق الريفية.

في إطار تعزيز التنمية الاقتصادية، قام الوالي فريد شوراق بتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات، وخاصة في السياحة والصناعة والخدمات. كما عمل على تحفيز الشركات المحلية والعالمية للاستثمار في المنطقة، مما خلق فرص عمل جديدة وساهم في رفع مستوى الدخل المحلي.

من بين المبادرات الهامة التي قام بها الوالي شوراق هو توجيه الاهتمام لقضايا البيئة والتنمية المستدامة. تم تنفيذ مشاريع بيئية تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية، مثل مشاريع التشجير وتنقية المياه وحماية البيئة من التلوث. كما دعم مشاريع الطاقة المتجددة لتحسين الاستدامة البيئية في المنطقة.

من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية للجهة، دعم الوالي فريد شوراق مشاريع ترميم المعالم التاريخية وتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية التي تعكس التنوع الثقافي للمدينة. ساعدت هذه المبادرات في تعزيز مكانة مراكش كمركز ثقافي عالمي.

نجح الوالي فريد شوراق في تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، مما ساعد على تسريع تنفيذ المشاريع التنموية. وبتنظيمه للعديد من الاجتماعات مع المستثمرين، تمكن من جذب الاستثمارات الخاصة إلى المنطقة.

سعيد أمزازي: القوة الهادئة والصاعدة التي غيرت معالم جهة سوس-ماسة

منذ تعيينه والياً لجهة سوس-ماسة وعاملاً على عمالة أكادير إيدا أوتنان في 19 أكتوبر 2023، يقود سعيد أمزازي مسيرة تنموية شاملة تهدف إلى تعزيز مكانة المنطقة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وبفضل رؤيته الاستراتيجية وإدارته الفعالة، تمكن أمزازي من إطلاق وتنفيذ سلسلة من المشاريع التي أحدثت نقلة نوعية في مختلف القطاعات، مساهماً بذلك في تحقيق تحول جذري في جهة سوس-ماسة.

عمل أمزازي على تسريع تنفيذ برنامج التنمية الحضرية لأكادير (2020-2024)، وهو مشروع طموح يسعى إلى تحويل المدينة إلى مركز حضري حديث ومتكامل.

وركز البرنامج على تطوير البنية التحتية من خلال تحسين شبكات الطرق والنقل الحضري وإنشاء مساحات خضراء ومناطق ترفيهية تضاهي المعايير العالمية.

كما حرص الوالي على تفعيل لجان ميدانية لمراقبة تقدم الأشغال وضمان إنجازها بأعلى مستويات الجودة، ما يعكس التزامه بتسليم المشاريع في الوقت المحدد.

وفي المجال الاقتصادي، قاد أمزازي جهوداً مكثفة لتنويع مصادر دخل المنطقة، التي طالما اعتمدت على قطاعات الزراعة والصيد البحري والسياحة. بفضل استراتيجيات مبتكرة، تم

توسيع المناطق الصناعية وتحسين بنيتها التحتية، ما ساهم في جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل محلية.

كما أسس شراكات مع القطاع الخاص لتعزيز القطاعات الناشئة مثل التصنيع والتكنولوجيا، ما جعل المنطقة أكثر تنافسية على الصعيد الوطني والدولي.

وعلى صعيد البيئة والطاقة، تبنى أمزازي رؤية استباقية لتحقيق التنمية المستدامة. أطلق مشاريع مبتكرة في مجال الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، لمواجهة تحديات ندرة الموارد الطبيعية.

كما شهدت المنطقة تحسينات كبيرة في شبكات الري ومشاريع تحلية المياه، ما ساهم في تعزيز القطاع الزراعي والتكيف مع التغيرات المناخية.

شهد قطاع السياحة تحت قيادة أمزازي تطوراً ملحوظاً، حيث تم ترميم المواقع التراثية وتحسين البنية التحتية السياحية لزيادة جاذبية المنطقة. بفضل هذه الجهود، أصبحت أكادير وجهة مفضلة للسياحة البيئية والثقافية، مع التركيز على تطوير الحدائق الوطنية والبنية التحتية الجبلية. ولتعزيز تجربة الزوار، تم تحسين جودة الخدمات السياحية من خلال برامج تدريبية للعمال في هذا القطاع الحيوي.

بعد الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، بادر أمزازي إلى إطلاق برامج إعادة تأهيل شاملة للمناطق المتضررة، مع تقديم دعم مالي ولوجستي للأسر المتضررة.

وشملت هذه المبادرات إعادة بناء البنية التحتية وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، ما ساعد على تخفيف وطأة الكارثة وضمان عودة الحياة إلى طبيعتها.

ركز أمزازي أيضاً على التحول الرقمي كأداة أساسية لدفع عجلة التنمية. أطلق منصات رقمية لمتابعة تنفيذ المشاريع وتسهيل إجراءات الاستثمار، ما عزز ثقة المستثمرين وسرّع من وتيرة تنفيذ المشاريع. كما عمل على تشجيع الابتكار وريادة الأعمال، خصوصاً بين الشباب، بالتعاون مع الجامعات ومراكز التكنولوجيا.

في مجال التعليم والتدريب المهني، حقق أمزازي إنجازات ملموسة من خلال بناء مؤسسات تعليمية جديدة وتوسيع القائم منها، خاصة في المناطق النائية.

وجاءت هذه الجهود استجابة لاحتياجات سوق العمل، مع التركيز على تطوير برامج تدريبية متخصصة في قطاعات الزراعة والصناعة والطاقة المتجددة، ما ساهم في خلق جيل من الكفاءات المؤهلة لدفع عجلة التنمية في المنطقة.

بفضل هذه الإنجازات المتعددة، رسّخ سعيد أمزازي مكانته كقائد ملهم يسعى لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة لجهة سوس-ماسة، مستنداً إلى رؤية استراتيجية تضع الإنسان والبيئة في صميم أولوياتها.

عبد السلام بــكـرات..والي التوازنات والإدارة الحكيمة… رائد التنمية والمدافع عن الوحدة الترابية

جدد الملك محمد السادس الثقة في عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، مما يجسد تقدير القيادة العليا للدور الذي يضطلع به في دفع عجلة التنمية وتعزيز الوحدة الوطنية. فقد برهن السيد بكرات، من خلال عمله الميداني، على قدرته العالية في تنزيل المشاريع الملكية على أرض الواقع، حيث حرص على متابعة كل صغيرة وكبيرة تخص التنمية بالجهة، ليكون بذلك أحد أبرز الشخصيات التي أسهمت في ترجمة الرؤية الملكية إلى إنجازات ملموسة.

يشهد كل من تعامل مع السيد عبد السلام بكرات على أنه رجل التوازنات بامتياز، حيث نجح في بناء جسور التعاون بين مختلف الفرقاء السياسيين، مراعيا في ذلك التوافق بين جميع الأطراف لضمان الاستقرار واستدامة المشاريع التنموية. بفضل هذه الحنكة السياسية، استطاع السيد بكرات أن يعزز مكانة الجهة كواحدة من الأقاليم النموذجية التي تسير بثبات نحو مستقبل مشرق.

ولم يكن نجاح السيد عبد السلام بكرات محصورا في الجانب السياسي فقط، بل برع أيضا في إدارة شؤون الولاية بكل اقتدار. إذ يشهد موظفو الولاية بمختلف رتبهم على تعامل الوالي النبيل والإنساني معهم، سواء كانوا من كبار الموظفين أو من الموظفين الصغار. فقد عرف عن السيد بكرات قدرته الفائقة على خلق بيئة عمل تحترم وتقدر مجهودات الجميع، مما دفع الموظفين إلى بذل المزيد من العطاء في خدمة الجهة والوطن.

على المستوى التنموي، أشرف الوالي بــكـرات على عدة مشاريع ملكية كبرى تهدف إلى تحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية بالجهة، وضمان استدامتها بحول الله للاجيال القادمة، مما جعل جهة العيون الساقية الحمراء نموذجا ويحتذى به في التنمية المستدامة. هذه المشاريع تعكس التزام السيد بكرات بتنفيذ توجيهات الملك محمد السادس وتطبيقها بما يحقق مصالح الساكنة ويدفع عجلة التنمية إلى الأمام.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر السيد بــكـرات أحد المدافعين الأقوياء عن القضية الوطنية الأولى، إذ استطاع من خلال منصبه أن يعزز مكانة العيون كعاصمة الأقاليم الجنوبية وقلعة للدفاع عن الوحدة الترابية. وقد حرصت قيادته الحكيمة على تنزيل وتنظيم فعاليات دولية ووطنية تسلط الضوء على مغربية الصحراء وتؤكد على أهمية الدور المحوري الذي تلعبه الجهة في استقرار البلاد.

و يعكس هذا التجديد في الثقة الملكية مدى التزام السيد عبد السلام بـكرات برؤية الملك محمد السادس، وحرصه على تحقيق التوازن بين الأبعاد السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية، في سبيل تعزيز مكانة جهة العيون الساقية الحمراء  على المستوى الوطني والدولي.

انه مدرسة حقيقية في الحكامة وفي التدبير وقيم المواطنة،  في التواضع كما وصفه ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية- الحمراء في لقاء خاص مع بلبريس.