مباشرة بعد يوم واحد من استقبال ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، لطفي بوشعرة، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى الاتحاد الروسي، سارع ، السفير الجزائري المعتمد لدى وزارة الخارجية والتعاون الروسية بومدين گناد، بناء على طلبه، بمحادثة ثنائية رفقة ميخائيل بوغدانوف.
وحظي لطفي بوشعرة، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى الاتحاد الروسي، يوم أمس الاثنين باستقبال نائب وزير الخارجية الروسي، لمناقشة مجموعة من القضايا، حسب ما أفاد به بيان للخارجية الروسية.
وذكر المصدر ذاته أن المسؤولين أجريا محادثات همت “مناقشة القضايا الراهنة المتعلقة بمواصلة التطوير التدريجي للعلاقات الودية التقليدية بين البلدين؛ بما في ذلك الحفاظ على الحوار السياسي النشط حول ملفات حل النزاعات والأزمات المستمرة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
جدير بالذكر أن فاتح شتنبر الماضي صادف الذكرى السادسة والستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وروسيا، إذ أكدت سفارة هذه الأخيرة بهذه المناسبة على عمق العلاقات بين الرباط وموسكو وقيامها على أسس التضامن والاحترام. وأكد مسؤولو البلدين، في عديد من المناسبات، عن رغبتهم في تطوير التعاون والتنسيق بينهما على مستويات عدة خدمة للأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين.
وعلى نفس المنوال، أجرى السفير الجزائري وبطلب منه محادثة ثنائية مع المسؤول الروسي تم خلالها “مناقشة قضايا مواصلة تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية المتعمقة بين روسيا والجزائر. عند تبادل وجهات النظر حول جدول الأعمال الإقليمي، تم التركيز بشكل رئيسي على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والوضع في لبنان وليبيا ومنطقة الصحراء والساحل”، حسب بيان مقتضب للخارجية الروسية.
وتأتي المباحثات الروسية الجزائرية، يوما واحد قبيل جلسة مجلس الأمن الدولي حول الصحراء المقررة يوم غد الأربعاء الموافق لتاريخ 16 أكتوبر 2024، إذ تندرج في سياق التنسيق السياسي بين البلدين، والسعي الجزائري لاستمالة روسيا وطمعها في موقف روسي متصلب خلال مناقشات نزاع الصحراء بمجلس الأمن الدولي، وكذا عرقلة أي توافق حول قرار مجلس الأمن الذي تصوغه الولايات المتحدة الأمريكية وسيتم التصويت عليه بتاريخ 30 أكتوبر 2024.
وعلى الرغم من كونها حليفا استراتيجيا وكلاسيكيا للجزائر وتقارب المغرب مع المعسكر الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، فإن موسكو والرباط حافظتا على مستوى متميز من العلاقات مدفوع بحرصهما المشترك على تجنب منطق الاصطفافات وتوخي الحياد وتجنب التدخل بشكل سلبي في القضايا والملفات ذات الأولوية بالنسبة لكل منهما، خاصة ملف الصحراء بالنسبة للمغرب وملف الحرب في أوكرانيا بالنسبة للطرف الروسي.