رسائل نواكشوط من بكين .. ما وراء مباحثات مرزوق مع بوريطة وعطاف

عقد وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم مرزوق لقاءات منفصلة مع نظيريه المغربي والجزائري في بكين على هامش قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي ’’فوكاك’’.

وقال مرزوق عبر منصة إكس عقب مباحثات جمعته بوزير الخارجية والتعاون المغربي ناصر بوريطة «استعرضنا العلاقات الثنائية الوثيقة بين بلدينا وناقشنا سبل تعزيزها وترسيخها لصالح شعبينا الشقيقين. كما تناولنا القضايا ذات الاهتمام المشترك».

بعد دقائق من لقائه ببوريطة، عاد وزير الخارجية الموريتاني إلى وسائل التواصل الاجتماعي ليعلن عن لقائه مع وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف .

وجدير بالذكر أنه قبل هذا اللقاء بيوم، التقى أحمد عطاف بالرئيس الموريتاني محمد الشيخ ولد الغزواني.


اقرأ أيضا :هل خرجت موريتانيا من ’’الحياد الإيجابي’’ في قضية الصحراء؟

ويتضح من هذه الخطوة أن موريتانيا وجدت فرصة لقاء بكين، لتبعث رسائل واضحة إلى المغرب والجزائر بأنها لم تخرج عن الحياد الإيجابي في قضية الصحراء ، خاصة بعد شهر ونيف من استقبال نواكشوط لزعيم البوليساريو ابراهيم غالي ضمن المهنئين للرئيس ولد الغزواني، لكن اتقبال ولد الغزواني لم يكن بمثل حفاوة استقباله لرئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش .

 

لا يخفى على أحد اعتراف موريتانيا بالجبهة وهو الاعتراف الذي بدأ منذ 1984 وخلق سوء فهم كبير بين الرباط ونواكشوط في أكثر من محطة، يزداد وينقص بحسب تغير المواقف.

االلافت أن اعتراف نواكشوط بالجبهة لم يتطور إلى تمثيلية دبلوماسية أو سفارة رغم استقبال نواكشوط لقياديين من البوليساريو من حين لآخر.

لقد كانت موريتانيا دائما تتعامل بحذر في علاقتها بالرباط والجزائر وبينهما جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.

لموريتانيا تؤكد اليوم أنها لا تزاال على خط التماس بين الأخوة ولم يكن لها لتميل كل الميل في علاقاتها البينية المحفوفة بسوء فهم قد يندلع بأقل تحرك غير محسوب لذلك تحاول الدبلوماسية الموريتانية الحفاظ على مسافة الامان مع الجميع .
وإن كانت نواشكوط تميل معن هذه المسافة غير أن الرباط لم تتخذ موقفا حازما كما فعلت مع تونس قبل سنتين ، لعدة أسباب .
يشفع لموريتانيا علاقاتها الاقتصادية مع المغرب وموقعها الجغرافي ، وأيضا اواصر العوائل الصحراوية الممتدة شرقا وغربا ، وهو أمر يدركه المغرب جيدا ويحترمه في إطار الدبلوماسية وحسن الجوار.