كما كان مُتوقعا، تم انتخاب راشيد الطالبي العلمي، عضو حزب التجمع الوطني للأحرار رئىسا لـ مجلس النواب خلال جلسة عمومية عقدت اليوم الجمعة للفترة المتبقية من الولاية النيابية التي تمتد من سنة 2021 إلى سنة 2026.
وافرزت عملية الانتخاب هاته على فوز ساحق لراشيد الطالبي العلمي على منافسه عبد الله بووانو ، حيث حصد 264 صوتا مقابل 23 صوتا لمرشح حزب العدالة والتنمية عبد الله بووانو.
وإلغاء 37 صوتًا من مجموع 324 من الاصوات المعبر عنها من عدد النواب المشكل لمجلس النواب البالغ عددهم 395 برلمانيا.
ويتبين من هذه الارقام ان عدد النواب الذين حضروا لجلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ، وهي لحظة دستورية مهمة هو 324 برلمانيا من مجموع 395 برلمانيا، وهو ما يعني ان 71
برلمانيا تغيبوا عن هذه الجلسة، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول غياب هؤلاء البرلمانيين خصوصا بعد الرسالة الملكية الداعية لتخليق الحياة العامة.
وبهذا الغياب الدال ، بتاكد اليوم بان مشكل الغياب بالبرلمان ليست قضية عابرة بل انها قضية بنيوية ،لن تحدها القوانين ، او مقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب ،بل التنشئة السياسية التي تحتاج لثورة ثقافية داخل الاحزاب المغربية.
وتعد ظاهرة الغياب بالبرلمان المغربي من الآفات الخطيرة التي تسيء للعمل البرلماني، وللمؤسسة البرلمانية ذاتها ،وبالمناسبة ، نشير ان بعض رؤساء مجلس النواب حاولو مواجهة هذه الافة بتطبيق مواد القانون الداخلي في حقهم ، الا ان ذلك لم يؤدي لنتيجة تذكر ، بل ازدادت نسب ظاهرة الغياب،
ومن هذا المنطلق، اكيد، ان راشيد الطالبي العلمي المعروف بالصرامة الناعمة سيضع قضية غياب البرلمانيين في اولوية اولويات الاصلاحات التي يجب عليه القيام بها في ما تبقى من
الولاية الحالية حصوصا وانها تزامن والرسالة الملكية الموجهة للبرلمان حول تخليق الحياة العامة .
