سفير سابق: سعي النظام الجزائري لإنشاء تكتل مغاربي بديل محاولة يائسة لاستهداف المغرب
أكد السفير السابق حسن عبد الخالق، أن سعي النظام الجزائري إلى تأسيس تكتل مع بعض دول المنطقة، يكون بديلا لاتحاد المغرب العربي، في محاولة يائسة لاستهداف المغرب وخدمة أجندته في المنطقة.
وشدد عبد الخالق في مقال رأي نشره بعدد من المنابر الوطنية، أن هذا السعي ظهر جليا من التصريحات الأخيرة للرئيس عبد المجيد تبون ووزير خارجيته أحمد عطاف، الذي سبق له أن قام بجولة شملت ليبيا وتونس وموريتانيا، توجت لاحقا باجتماع ثلاثي للرؤساء على هامش قمة الدول المصدرة للغاز في الجزائر العاصمة، في بداية شهر مارس الماضي تقرر فيه عقد “لقاء مغاربي ثلاثي” كل ثلاثة أشهر، على أن يعقد الأول في تونس بعد شهر رمضان في أبريل الحالي.
وشدد أن محاولة النظام الجزائري إنشاء هذا التكتل جاءت للتغطية على العزلة التي يعانيها في علاقاته المتوترة مع بعض دول جواره الإقليمي وبعض الدول العربية، والتوجه إلى التخلص من اتحاد المغرب العربي، الذي لم يكن أداة طيعة في مسايرة أهدافه للهيمنة في المنطقة.
واعتبر عبد الخالق أن كل التبريرات المقدمة لإنشاء هذا التكتل الجديد تبقى واهية، ومنها قول تبون إن هذا التكتل ليس موجها ضد أحد، في إشارة ضمنية إلى المغرب، مبررا رغبة نظامه في إبقاء المغرب خارج هذا الكيان بأنه اختار مسارات أخرى للتعاون بدون استشارة دول المنطقة، من قبيل طلبه الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا.
وشدد السفير السابق أن هذا التبرير واه، لأن الجزائر نفسها لم تستشر باقي دول المغرب العربي في تقديم طلب انضمامها لمنظمة البريكس، الذي تم رفضه.
وأضاف أن تبون برر خطوته بعدم وجود تكتل في شمال إفريقيا يضمن التنسيق بين دوله وتوحيد كلمتها في بعض المواضيع الدولية، على غرار ما هو قائم في شرق القارة الإفريقية وغربها وجنوبها، منبها إلى أن هذا تبرير لا يقوم على أساس، لأن هناك تكتلا قائما في المنطقة هو اتحاد المغرب العربي، الذي تحاول الجزائر إقباره بخلق بديل له يخدم أجندتها في المنطقة، وفي مقدمتها مواصلة مؤامراتها ضد المغرب ووحدته الترابية وفرض منظورها للهيمنة.
وتوقف عبد الخالق عند سعي الجزائر المستمر وبدون جدوى إلى إبعاد المغرب من مبادرات الوساطة لإيجاد حل للأزمة الليبية، والبحث عن موقع لها لتكون لها كلمة في مصير الوضع في ليبيا.
وقال كاتب المقال إن النظام الجزائري كشف أيضا عن موقفه المعاكس للمغرب وللاتحاد المغاربي بمناسبة تعيين الأمين العام لاتحاد المغرب العربي الطيب البكوش في السنة الماضية دبلوماسية مغربية تتولى إدارة إحدى مديريات الاتحاد، ممثلة دائمة له لدى الاتحاد الإفريقي.
وأردف، وقبل هذه الواقعة بادر النظام الجزائري إلى سحب دبلوماسييه العاملين في الأمانة العامة للاتحاد، آخرهم في يوليوز 2022، مما كشف عن نيته المبيتة للإجهاز على الاتحاد المغاربي الذي لم يتمكن من تطويعه لخدمة أجندته في المنطقة.
وشدد عبد الخالق أن النظام الجزائري كشف رسميا عن رغبته في إغراق المنطقة في محاور على أنقاض الاتحاد المغاربي، هاجسه في ذلك هو الطمع في عزل المغرب والهيمنة على باقي دول المنطقة، في استصداره من الرئيس التونسي قيس سعيد ما يسمى “إعلان قرطاج”، في 16 دجنبر 2021، عقب زيارة الرئيس تبون لتونس.
وأبرز أن هذا الإعلان بين أن هدف النظام الجزائري هو خلق اتحاد بديل لاتحاد المغرب العربي لا يضم المغرب في عضويته، فضلا عن إثارته الفتن في المنطقة، من قبيل استغلاله الأزمة الاقتصادية والمالية في تونس لدفع الرئيس قيس سعيد إلى التخلي عن الموقف الذي التزمت به تونس في قضية الصحراء المغربية، بتخصيصه استقبالا رسميا للانفصالي إبراهيم غالي، بمناسبة اجتماع منتدى تيكاد للتعاون الياباني الإفريقي في صيف 2022.
في المقابل، أوضح عبد الخالق أن المغرب أكد دائما إيمانه بأنه ينبغي، قبل كل شيء، أن يستمد قوته من الاندماج في فضائه المغاربي، داعيا إلى استحضار مضامين معاهدة مراكش لبناء المغرب العربي على أسس صلبة وبمعيار التكافؤ والمواساة بين أعضائه.
وأكد أن بعض دول المنطقة تشاطر المغرب رأيه برهانها أيضا على تفعيل الاتحاد المغاربي، ليكون له موقع مؤثر ضمن التكتلات الإقليمية في القارة الإفريقية وغيرها، وترفض أن تكون أداة في يد النظام الجزائري لتمرير أجندته في المنطقة ضمن تكتل جديد.
وخلص عبد الخالق إلى أن مسارعة الجزائر الخطى لأجل إنشاء تكتل جديد، سيثبت المستقبل أنها لن تستطيع إن قامت لهذا التكتل قائمة، أن توظفه في عزل المغرب، الذي يظل بمقوماته وقدراته إحدى ركائز المنطقة ودعاماتها من أجل الاستقرار والتنمية.