سجال‭ ‬ملتمس‭ ‬الرقابة.. أحزاب المعارضة ليست على قلب رجل واحد

 

بين ‭ ‬السجال‭ ‬‬الدائر‭ ‬بين‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬والتقدم‭ ‬والاشتراكية‭ ‬بخصوص‭ ‬ملتمس‭ ‬الرقابة ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬حزب‭ “‬الوردة ”‬ دون استشارة الأحزاب الاخرى ، بين ان هناك عدم توافق بين مكونات المعارضة التي يبدو أنها تعاني من هشاشة بنيوية.

ووفق يومية الصباح فإن القرار يرجح عد المغالات في التهافت، الذي يتجاوز أنصاف الحقائب.

وحمل‭ ‬البلاغ‭ ‬الصادر‭ ‬عقب‭ ‬اجتماع‭ ‬الديوان‭ ‬السياسي‭ ‬للتقدم‭ ‬والاشتراكية‭ ‬إشارات‭ ‬واضحة‭ ‬عن‭ ‬رفض‭ ‬دعم‭ ‬المطلب‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬إدريس‭ ‬لشكر‭ ‬الكاتب‭ ‬الأول‭ ‬للاتحاد‭ ‬الاشتراكي،‭ ‬منذ‭ ‬دخول‭ ‬موسم‭ ‬التعديل‭ ‬الحكومي‭ ‬المرجح‭ ‬بعد‭ ‬رمضان،‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬منتصف‭ ‬الولاية‭ ‬الحكومية‭.        ‬

وبدأ‭ ‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭ ‬مسار‭ ‬سحب‭ ‬الثقة‭ ‬منذ‭ ‬اجتماع‭ ‬مجلسه‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2024،‭ ‬عندما‭ ‬طالب‭ ‬ببناء‭ ‬جبهة‭ ‬لأحزاب المعارضة ،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬التوازن‭ ‬المؤسساتي‭ ‬وصيانة‭ ‬الخيار‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬لإسقاط‭ الحكومة،‭ ‬ملوحا‭ ‬بضرورة‭ ‬تحريك‭ ‬ملتمس‭ ‬للرقابة،‭ ‬مما‭ ‬يثير‭ ‬التساؤل‭ ‬عن‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬التي‭ ‬دفعت‭ ‬القيادة‭ ‬الاتحادية‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬هذا‭ “‬الموقف‭ ‬الشرس‭” ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬أخنوش‭ ‬بعدما‭ ‬توددت‭ ‬لها‭ ‬طيلة‭ ‬بداية‭ ‬تدبيرها‭ ‬للشأن‭ ‬العمومي‭.‬

وعبرت‭ ‬الأغلبية‭ ‬عن‭ ‬تفاجئها‭ ‬وعدم‭ ‬فهمها‭ ‬مبادرة‭ ‬سحب‭ ‬الثقة‭ ‬الآتية‭ ‬من‭ ‬حزب‭ ‬مرجعي‭ ‬أعلن‭ ‬نيته‭ ‬الانضمام‭ ‬للحكومة‭ ‬مباشرة‭ ‬بعد‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وأكد‭ ‬هذه‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناسبات،‭ ‬آخرها‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع،‭ ‬حين‭ ‬اعترف‭ ‬بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬تقوم‭ ‬بمجهود‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مبرر‭ ‬لبقائه‭ ‬في‭ ‬المعارضة‭ ‬دون‭ ‬مساندتها‭.‬

وتساءلت‭ ‬أصوات‭ ‬برلمانية‭ ‬من‭ ‬الأغلبية‭ ‬عن‭ ‬المتغيرات‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬المواقف،‭ ‬بعد‭ ‬عدم‭ ‬الاستجابة‭ ‬لرغبات‭ ‬انضمام‭ ‬للحكومة‭ ‬وبذلك‭ ‬بدأت‭ ‬التشويش‭ ‬على‭ ‬مكونات‭ ‬الحكومة،‭ ‬مسجلة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يكشف‭ ‬مدى‭ ‬خطورة‭ ‬مستوى‭ ‬التردد‭ ‬التي‭ ‬تعيشه‭ ‬بعض‭ ‬الأحزاب،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬حزب‭ ‬ساند‭ ‬الحكومة‭ ‬منذ‭ ‬بدايتها‭ ‬واختار‭ ‬منذ‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة‭ ‬الخروج‭ ‬بخطاب‭ ‬متناقض‭.‬

وحذر‭ ‬محمد‭ ‬نبيل‭ ‬بنعبد‭ ‬الله،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لحزب‭ ‬التقدم‭ ‬والاشتراكية،‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ “‬الكبير‭” ‬لاهتمام‭ ‬المغاربة‭ ‬بالشأن‭ ‬السياسي‭ ‬والعمومي،‭ ‬إذ‭ ‬قال‭ ‬خلال‭ ‬استضافته‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مؤسسة‭ ‬الزاوية‭ ‬للفكر‭ ‬والتراث‭ ‬التابعة‭ ‬للحزب‭ ‬المغربي‭ ‬الحر‭ ‬بالرباط،‭ ‬إن‭ “‬الواقع‭ ‬السياسي‭ ‬المغربي‭ ‬الحالي‭ ‬لا‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬الارتياح،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شرخا‭ ‬كبيرا‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الرسمية‭ ‬العمومية‭ ‬والأحزاب‭ ‬السياسية‭”.‬

ووجه‭ ‬زعيم‭ “‬الكتاب‭” ‬انتقادات‭ ‬شديدة‭ ‬للحكومة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المستوى،‭ ‬قائلا‭ “‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬سنتين‭ ‬على‭ ‬ولايتها،‭ ‬تبين‭ ‬بالملموس‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬لا‭ ‬تمارس‭ ‬السياسة‭ ‬وغابت‭ ‬عن‭ ‬نقاش‭ ‬المواضيع‭ ‬القيمية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالحريات‭ ‬والمساواة‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الدستور‭”‬،‭ ‬مفسرا‭ ‬ذلك‭ ‬بقوله‭ ‬بأنه‭ “‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬سنتين‭ ‬ونصف‭ ‬على‭ ‬ولاية‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة،‭ ‬لم‭ ‬يسجل‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬وزير‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬تناول‭ ‬هذه‭ ‬المواضيع،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬باقي‭ ‬الوزراء‭”.‬