الاستقلال ينتصر لحزب المؤسسات ويتجه نحو المؤتمر الثامن عشر بخطى ثابتة

 

عقدت اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الاستقلال لقاء السبت 30 مارس بالرباط، ترأسه رئيس اللجنة عبد الجبار الراشدي، خصص لمناقشة تقارير اللجن المتفرعة الموضوعاتية، حيث تحدد تاريخ المؤتمر في 26-28 أبريل المقبل بمدينة بوزنيقة، في سياق يعرف فيه الحزب هزات اخلاقية و هو يترقب تعديلا حكوميا بعد ان برهن عدد من حكومة اخنوش عن ضعفهم وعجزهم في تدبير قطاعاتهم الوزارية.

وبدا لافتا إضافة للأمين العام نزار بركة، حضور أبرز الأسماء في حزب الاستقلال للاجتماع والتي لديها إجماع على الأمين العام واللجنة، وهي رسالة أولى على أن الحزب مستمر رغم الأزمات التي تظهر من حين لآخر.

ووفق بلاغ للجنة توصلنا بنسخة منه، فقد عرف الاجتماع نقاشا مستفيضا ومسؤولا ومثمرا من طرف أعضاء اللجنة التحضيرية الوطنية لمضامين هذه التقارير.

وأكد المصدر أن التقارير تعكس رؤية الحزب ومشروعه المجتمعي التعادلي الذي يتجدد خلال كل مؤتمر، لافتا إلى أنها قدمت إجابات شافية لعدد من الإشكاليات المستحدثة، كما قدمت بدائل وحلول مبتكرة وتصورات للمستقبل مع إدماج المقاربة المتعلقة بمواجهة المخاطر، معتبرا أن هذا الأمر هو ما يميز ’’ الذكاء الاستقلالي المتفرد.’’

وتابع البلاغ أن هاته التقارير والوثائق التي ’’تأتي مطبوعة بخلفية إيديولوجية وسياسية’’، أبرزت ’’المستوى العالي لجودة المضامين والفكر الاستقلالي والرؤية التي يقدمها الحزب اليوم لمختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية المطروحة من أجل المساهمة في تطوير البلاد وفي جميع الأوراش المهيكلة الكبرى التي يقودها  صاحب الجلالة الملك محمد السادس’’. رسالة ثانية.

وقبل اجتماع اللجنة عقد القيادي بالحزب حمدي ولد لرشيد لقاء صلح ببيته، يبدو أنه لم ينجح في رأب الصدع داخل البيت الاستقلالي خاصة بعد تفجر قضية رئيس الفريق نورالدين مضيان الذي قد يخسر مساره السياسي الطويل داخل حزب الميزان.

وتُشير طبيعة التقارير المطبوعة بخلفية اديلوجية وسياسية وفق البلاغ، المُقدمة من اللجان المنبثقة عن اللجنة التنفيذية إلى أنّ الحزب يُريد إيصال رسائل لخصومه السياسيين، مفادها أنّه حزب محافظٌ ومُتمسكٌ بمواقفه التاريخية. وهي تأكيدٌ على هوية الحزب الإسلامية وتمسكه بالقيم الدينية والأخلاقية. رسالة ثالثة.

وسياسيا تعتبر مؤشرا يسعى الحزب من خلاله للحفاظ على قاعدته الانتخابية التقليدية إذ يعد الاستقلال منافسا قويا للعدالة والتنمية في هذا الجانب،  خاصة في الأقاليم والجماعات القروية. رسالة رابعة.

وتأتي هاته الرسائل، في ظرفية دقيقة تتسم بنقاش مجتمعي حول مدونة الأسرة، والتي سملتها الهيئة المشرفة على التعديلات أمس إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش، الذي سيرفعها بدوره إلى الملك محمد السادس.

تُثير هذه الرسائل أيضا بعض التساؤلات حول قدرة الحزب على التكيف مع التغييرات السريعة التي يشهدها المغرب، وفرص نجاحه في جذب الشباب والنساء وضمان مستقبله وسط حالة من العزوف لاتخطئها العين.

ويُعاني الحزب من صراعٍ داخلي بين تيارين ظاهريا على الأقل، أحدهما يمثله المتعاطفون مع مضيان مقابل تيار الشمال المتعاطف مع رفيعة المنصوري، ويُمكن ربط هذا الصراع ببعض الأحداث الأخيرة.

وتُشير هذه التطورات إلى أنّ حزب الاستقلال يمرّ بفترة صعبة وحاسمة، وأنّ مستقبله يعتمد على قدرته على تجاوز هذه التحديات والخلافات.

ويؤكد حزب الاستقلال من خلال هاته الرسائل التي تضمنها بلاغ اللجنة التنفيذية على أنه حزب تاريخي، واجه أكثر من أزمة وعبرها، فهو ذاهب الى المؤتمر الثامن عشر وليس الأول أو الثاني ليؤكد للجميع أنه حزب شب عن الطوق السياسي منذ عقود وسيعود أقوى مما كان، وانه حزب المؤسسات وليس حزب الاشخاص.

ويبقى المؤتمر الثامن عشر علامة فارقة في تاريخ الحزب، وسيُحدد مساره ومستقبله لسنوات قادمة.

فهل ينجح الاستقلاليون في أخذ زمام الأمور مجددا لمصالحة الشباب مع السياسة في الاستحقاقات المقبلة ولعب دور طلائعي في المشهد السياسي ببلادنا؟ خصوصا وانه الحزب الوحيد من بين احزاب الحركة الوطنية في حكومة اخنوش؟


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.