طرد تعسفي.. إعلامييون وسياسيون يقودون حملة تضامن واسعة مع الإعلامي المغربي عبد الصمد ناصر

حظي قرار الطرد "التعسفي" للإعلامي المغربي عبد الصمد ناصر من قناة الجزيرة القطرية، بتضامن واسع، من طرف عدد من المغاربة وكذا عدد من الوجوه المعروفة على الساحة الإعلامية والسياسية في البلاد.

وفي الوقت الذي لم تصدر فيه الجزيرة اي بيان حول صحة الأمر الذي كشفته صحيفة "القدس العربي"، لمح الإعلامي ناصر في تغريدة له على مواقع التواصل الإجتماعي إلى صحة الخبر، إذ كتب في الاولى مقولة منسوبة إلى ابن القيم يقول فيها: «وإذا سدَّ عليكَ بِحكمتهِ طَريقًا مِن طُرقِه، فتحَ لكَ بِرحمتِه طريقًا أنفَع لكَ مِنه.. الربُّ سُبحانَه لا يَمنعُ عبدَه المؤمِن شَيئًا مِن الدُّنيـَا إلا ويُؤتيِه أفضَل منهُ وأنفَع لَه»،

أما الثانية فقد كانت عبارة عن شكر للمتضامنين معه في قضية استبعاده من استوديهات الجزيرة، وكتب فيها: “ما أنبلكم وما أطهر قلوبكم أيها الأحبة. شكراً شكراً لكم بحجم الكون، لنبلكم وفيض مشاعركم وتضامنكم ودعمكم. أنا حقاً عاجز عن وصف تأثري وسروري بما غمرتموني به من كرم مشاعركم ومحبتكم ودعائكم”. وأضاف “حقاً لو أبصَر المؤمن ما خَفي من لُطف ربّه، لأستلَذ البلاء كما يَستلِذ العافية”.

ويرى يونس مجاهد، أن “قرار الجزيرة القطرية طرد الصحافي المغربي عبد الصمد ناصر، كان بطابع سياسي صرف”.

وأضاف مجاهد في تصريح صحفي أن “القرار بكل تأكيد كانت وراءه مشاورات سياسية، لأن حرمان صحافيي القناة من التعبير عن آرائهم الشخصية لا ينطبق على الكل، إذ هنالك من العاملين بالقناة من يهاجمون المملكة المغربية بشكل مستمر، وبدون هوادة”، وأوضح في هذا الصدد “أننا لا نعرف أن لقناة الجزيرة نظاما داخليا يمنع العاملين من التعبير عن آرائهم”.

وتابع المتحدث نفسه بأن “الوضع النقابي بدولة قطر معقد للغاية، إذ يغيب بهذا البلد أي حق لتشكيل حزب أو نقابة أو جمعية، الأمر الذي يصعّب على النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن تجد محاورا لها”.

وأكد المتحدث عينه أنه قد سبق له أن اشتغل، في إطار الفيدرالية الدولية للصحافيين، إلى جانب أعضاء قياديين آخرين، لوضع اتفاقية-إطار مع قناة “الجزيرة”، “لكي تدافع كل نقابة عن العاملين المنتمين لبلدها. وإلى حد الآن، وقعت الجزيرة الاتفاق مع نقابة الصحافيين ببريطانيا، نظرا للعدد الكبير من الصحافيين والعاملين من هذا البلد وكذا للوزن السياسي لبريطانيا”. وهذا الأمر “سمح لبريطانيا بضمان حقوق العاملين بالقناة من الجنسية البريطانية والإيرلندية”.

واستطرد مجاهد في السياق عينه قائلا إن “الاتفاق-الإطار مازال مطروحا من طرف العديد من النقابات الأوروبية والأمريكية والعربية، لحماية العاملين في الجزيرة ووسائل إعلام أخرى في قطر، كما أن هنالك فرصة للقاء دولي في منتصف الشهر الجاري ببغداد، سيكون مناسبة للتباحث حول وسائل مواصلة العمل لتوقيع الاتفاق مع النقابات الأخرى المعنية بالدفاع عن حقوق العاملين المنتمين لبلدها، وتوسيع فكرة الاتفاق إلى بلدان أخرى لا تعترف بالحق النقابي على أرضها”.

وشدد المصرح نفسه على أن “هذا القرار في حق الصحافي ناصر يعد استهدافا واضحا واعتداء بينا ضد الصحافيين المغاربة، وإعلانا صريحا للحرب على المكون الصحافي المغربي بالقناة القطرية”.

“الصحافي عبد الصمد ناصر دافع عن شرف المغاربة والمرأة المغربية”، يخلص مجاهد، مبينا في الوقت عينه أن “النقابة الوطنية للصحافة المغربية ستنظم وقفة احتجاجية أمام مقر مكتب القناة بالرباط، تعبيرا عن رفضها الكبير لاستهداف الصحافيين المغاربة، كما ستتخذ إجراءات أخرى لمواصلة نضالها ضد هذا القرار الجائر”.

وكتب الصحافي رضوان الرمضاني في تغريدة له على حسابه: “هذا الهوَسُ المَقِيتُ من بعض الذباب الجزائري، الذي يُحاوِلُ، قسرا، تفسيرَ نِهاية علاقة الإعلامي المغربي عبد الصمد ناصر بقناة الجزيرة بما يتماشى مع هلوسات نِظامهم، (هذا الهوَس) فاق الحدود المَرَضِية العادية.

وختم تغريدته بالقول: “الجزيرة لَم تصنع عبد الصمد ناصر، بل الأخير كان من صُنَّاعها. وهذا يكفي”.

ومن جانبه عبر المحلل السياسي، الدكتور المنار السليمي، في تغريدة له على موقع “تويتر” بمقال كتبه قبل 13 سنة تحت عنوان “قناة الجزيرة و”سيبة” الصحافيين الجزائريين”، وقال إن هذه “السيبة” الجزائرية تظهر اليوم في قناة الجزيرة القطرية بعد تكالب ممثلي الكابرانات بقناة الجزيرة القطرية ضد الصديق العزيز الصحفي عبدالصمد ناصر.

الصحافي المغربي ورئيس مكتب تلفزيون دبي بباريس، محمد واموسي، غرد بدوره عبر موقع تويتر قائلا: “قناة الجزيرة القطرية فصلت المذيع المغربي عبد الصمد ناصر بسبب تغريدة على تويتر دافع بها عن بلده ضد مشروع انفصالي ممول بالكامل من دولة جارة، لكنها في المقابل تتغاضى باستمرار عن آخرين يعملون لديها طالما استخدموا حساباتهم في مواقع التواصل للإساءة لدول وقادة وأنظمة وحكومات وشعوب بتغريدات موجهة تتماشى وأجندة الدوحة”.

أما الخبير في الشؤون الاستراتيجية والأمنية، الدكتور عبدالحق الصنايبي، فقد أشار في تغريدة له على منصة “تويتر” إلى أن استبعاد “عبدالصمد ناصر” يظهر “حيادية من ادعوا يوما أنهم يمثلون الرأي والرأي الآخر”، مضيفا: “بلدكم أحق بكم أخي الحبيب والمرجو التفكير في العودة إلى أرض الوطن لأننا في حاجة إلى قامة إعلامية وقيمة فكرية مثلكم”.

وكتب الصحافي عبد الصمد بنشريق مكالمة طويلة قبل قليل مع الصحافي المغربي عبدالصمد ناصر الذي أنهت قناة الجزيرة عقد الشغل الذي كان يربطه بها .قادنا الحديث إلى عددمن المستجدات والقضايا والملفات إعلامية وسياسية دولية ووطنية .

وأضاف “ربطنا الحاضر بالماضي واستحضرنا عددا من الأسماء والكفاءات .لمست ان عبدالصمد مسلح بمعنويات مرتفعة .وسعيد بمساره المهني والتجربة التي خاضها في قناة الجزيرة على امتداد حوالي 26سنة والتي استفاد منها مهنيا.كما أنه غير نادم على المواقف التي دافع عنهافي سياقات مختلفة.كما عبر عن سعادته وغبطته، تجاه موجة التضامن الواسعة التي عبرت عنها شرائح واسعة من المغاربة، عبر منصات التواصل الاجتماعي. وأشاد بمختلف مواقف الدعم و المساندة المعبر عنها سواء من طرف المؤسسات أو الأشخاص داخل المغرب وخارجه”.

وقدم عبد الصمد ناصر منذ التحاقه بقناة الجزيرة عام 1997 عددا من البرامج، من بينها "منبر الجزيرة"، و"المشهد العراقي"، و"الشريعة والحياة"، كما غطى أحداثا دولية كثيرة وأبرزها الانتفاضة الفلسطينية القانية وأحداث الحادي عشر من شتنبر 2001 والحرب على أفغانستان والحرب على العراق والحرب على لبنان 2006 والحرب على غزة 2008.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.