أحدث تصريح النعم ميارة زلزالا قويا داخل الأغلبية الحكومية والبرلمانية، وخلق أزمة حقيقية لكون تصريح ميارة ليس تصريح استقلالي عادي، بل لكونه يشغل منصب رئيس مجلس المستشارين، وعضو اللجنة التنفيذية، والأمين العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، ورئيس برلمان البحر الابيض المتوسط، والقيادي الذي يخطط -بصمت- الفوز بالأمانة العامة لحزب الاستقلال في المؤتمر المقبل.
والغريب في الأمر ، أن يصادف التصريح الناري لميارة ضد حكومة اخنوش تواجد نزار بركة خارج الوطن، ليشكل بذلك الحدث السياسي البارز بداية هذا الأسبوع .
وحسب مصادر'' بلبريس'' فرئيس الحكومة وأعضاء حزب الحمامة، وأعضاء من حزب الاستقلال مستاؤون جدا من تصريح ميارة القيادي- النقابي التابع لحزب في الأغلبية الحكومية والبرلمانية في هذه الظروف الصعبة التي تحاول فيها الحكومة تهدئة الأوضاع خوفا من اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة نتيجة فشلها في وضع حد لتحكم السماسرة والمضاربات واللوبيات في قوت المواطنين حتى فشهر رمضان الكريم.
لذلك، كان عاديا أن يحضر تصريح ميارة بقوة الامس بجلسة لجنة المالية بالبرلمان وسط تساؤلات كثيرة عن أسباب وسياق وأبعاد تصريح ميارة وتداعياته على الانسجام الحكومي الحالي.
وحسب العارفين بشخصية عزيز اخنوش رئيس الحكومة، فإن الرجل لن يقبل هذا السلوك، وسيطالب من نزار بركة توضيحا، أو إعلان بيان في الموضوع على شالكة بيان حزب الاصالة والمعاصرة في نازلة هشام المهاجري رغم اختلاف السياقات والتموقعات بين تصريحات المهاجري وميارة.
وخوفا من أي تطورات، ومن كون نزار بركة موجود خارج الوطن. حاول رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية نور الدين مضيان لتوضيح تصريح ميارة بلغة مراوغة وفضفاضة قائلا إن: “تصريحات النعم ميارة هي تصريحات نقابي، صرح باسم الطبقة العاملة، أؤكد بأن النقابة ليست مشاركة في الحكومة”.
مضيفا إن “الاحزاب المشاركة هي 3 ، التجمع الوطني للأحرار، والاستقلال والبام”، مؤكدا بأن “ما صرح به ميارة كلام يلزمه ولا يلزمنا كقيادة حزب الاستقلال فيها 20 واحد لا يلزمهم”.
ومؤكدا على أن :”رأي ميارة محترم ونقدره، ولم نطلع على اسبابه والحكومة قوية متضامنة ولا تؤثر فيها هذه التصريحات وهي قمة الديمقراطية.”
مشددافي نفس الوقت على أن :”العبرة بالمواقف، حزب الاستقلال لم يصرح أبدا، ميارة صرح كنقابي وليس كرئيس مجلس المستشارين”.
تدخل نور الدين مضيان بلجنة المالية بالبرلمان بحضور وزيرة المالية لم يقنع أحدا من أعضاء لجنة المالية خصوصا أعضاء التجمعيين، لأن مضيان ظهر عليه أثناء تدخله الكثير من الإحراج والتيه والخوف من اتخاذ اخنوش قرار إخراج حزب الاستقلال من الحكومة ، وهو – أي مضيان- الحالم بتعيينه كاتب دولة في التعديل الحكومي المرتقب بعد أن كان قريبا من الاستوزار بعد انتخابات شتنبر2021 ، إضافة الى اقتناعه أن خروج الاستقلال من الحكومة هو إدخال الحزب في ازمة سياسية عميقة ، وبداية العد العكسي لإزاحة نزار بركة من الأمانة العامة للحزب، وكل المقربين منه وفي مقدمتهم نور الدين مضيان في ظل ترقب تيار الصحراء إخراج حزب الاستقلال من الحكومة لتصفية الحسابات مع تيار نزار بركة وأتباعه .
على كل تصريح٬ ميارة الرجل القوي في حزب الاستقلال شكل زلزالا عنيفا داخل الأغلبية الحكومية والبرلمانية، وأكيد أن اخنوش لن يتركه يمر بسهولة في ظل الوضع الصعب الذي تمر منه حكومته.
تصريح ميارة يمكن قراءته قراءات متعددة منها :1- قد يكون ''مناورة استباقية''; واتفاق مسبق بين نزار بركة والنعم ميارة استعدادا لتبرير مغادرتهم الحكومة.2- قد يكون مناورة شخصية للنعم ميارة لكونه يتوفر على معلومات رسمية بمغادرة حزب الاستقلال الحكومة ويريد الركوب على هذه المسألة .3- قد يكون خطة لميارة لإحراج نزار بركة، وإظهاره كأمين عام ضعيف بهدف تقوية شرعيته ومشروعيته عند مناضلي الحزب قبل المؤتمر، وتبرئة نفسه من التواجد الباهت لحزب علال الفاسي في حكومة اخنوش .4- إظهار ميارة بأنه هو الزعيم والقيادي الاستقلالي الذي يدافع عن الشعب وينتقد الحكومة التي تخلت عن المواطنين وتركتهم فريسة للسماسرة واللوبيات رغم تواجد حزبه في الحكومة.5- خطة تسخينية نقابية قبل احتفالات فاتح ماي المقبل في ظل تسريب معلومات عن تواطؤ النقابات مع الحكومة والباطرونا ضد مصالح الطبقة الشغيلة .6-محاولة ميارة جس النبض قبل المؤتمر المقبل لحزب الاستقلال.7- مناورة نقابية لميارة لفرض أحد المقربين منه من الصحراء على نزار بركة لاستوزار في التعديل الحكومي المرتقب......هذه مجرد ''قراءات'' قد تصيب او تخطئ ..لكن الأكيد ان الانسجام الحكومي لن يبق كما كان قبل تصريح ميارة.
ومن مكر التاريخ انه في سياق ما حينما كان يهاجم نور الدين مضيان عزيز اخنوش ومن قاعة البرلمان، قال اخنوش من يريد ان يعرف مواقف حزب الاستقلال الحقيقية، فعليه ان يذهب عند النعم ميارة بمجلس المستشارين، اما مجلس النواب فهو قريب من مواقف المعارضة واليوم ها هو ميارة يهاجم حكومة اخنوش و نور الدين مضيان يدافع عنها انها الميكيافيلية الماكرة.
هاذه الحكومة والأحزاب المشاركة والحكومة السابقة قد افقرت الشعب..أما المخطط الأخضر الذي كان يترأسه السيد الرئيس باتت ورقة خاسرة..آلله يلطف بهاذا البلد. ومصالح البلد العليا هو غاية كل غيور على بلده ودينه وعرضه وقوته اليومي..هاكذا تربينا…اللهم الطف بعبادك وكن لهم وليا ونصيرا..ولا حولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..