جرأة وزير...حذاري من خنق الغلاء للطبقة المتوسطة

اصبح تضرر المغاربة من الغلاء الفاحش واقعا معيشا. تضرر مس كل الطبقات - ولو بنسب مختلفة- حيث اصبح الكل يتحدث اليوم عن تداعيات تزايد هذا الغلاء، وعن مخاطره عن الطبقة المتوسطة بالخصوص التي هي اليوم في اتجاه الانقراض.
تأثير ارتفاع الاسعار والمحروقات على الطبقة المتوسطة اصبح امرا مخيفا، وهو ما قد يؤثر سلبا على على الاستقرار والسلم الاجتماعيين.
وفي هذا الصدد كان لعبد اللطيف وهبي، وزير العدل، الجراة السياسية لدق ناقوس الخطر من تأثر الطبقة المتوسطة بارتفاع الأسعار وانعكاس ذلك على استقرار المجتمع، مشددا بان تداعيات ذلك ستكون كارثية على الطبقة المتوسطة بر امان الشعوب،ومؤكدا ان :“الخطير الآن هو أن هذه الأزمة لا تصيب فقط الطبقة الفقيرة التي أصبحت ضحية، ولكنها تصيب أيضا الطبقة المتوسطة التي تُعتبر مناط الاستقرار السياسي والمؤسساتي في الدولة”.
و جاء كلام وهبي العميق في اطار تدخله في اللقاء الختامي للقاءات الجهوية التي تنظمها المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان حول الاستعراض الدوري الشامل، الثلاثاء في العاصمة الرباط.
وهبي كانت له الجراة السياسية لتنبيه الحكومة التي هو جزء منها قائلا: "ولا أخفيكم سرا أننا في كل اجتماع حكومي نعيد مناقشة هذا الأمر، فهناك من يطالب بالزيادة في الأجور، وهناك من يطالب بتخفيض الأسعار، كل له موقفه ورؤيته"، على حد تعبيره.
مضيفا انه سبق له ان طرح في احد المجالس الحكومية قبل اندلاع الحرب الدائرة رحاها في أوكرانيا، ضرورة اعادة النظر جوهريا في النمط الاقتصادي المعتمد في المغرب حاليا، من أجل جعله أكثر تفاعلا مع المتغيرات الدولية وللتحديات الوطنية.

مشيرا بأن الحكومة باشرت مشاورات مع عدد من الخبراء الاقتصاديين والأساتذة الجامعيين المتخصصين في هذا المجال، “من أجل التفكير في تغيير مسار الاقتصاد الوطني، بشكل يكون متوافقا مع التنمية المحلية، فجاءتنا هذه الحرب وغيّرت كثيرا من المسارات، وكثيرا من القرارات، واضطررنا إلى تأجيل الموضوع إلى وقت لاحق”.
اكيد ان ما طرحه وهبي وزير العدل في حكومة اخنوش هو عين العقل ، وعلى الحكومة ان تعي ان استمرار الغلاء هو القتل البطيء للطبقة المتوسطة التي هي زمر الاستقرار والسلم المجتمعين، لان
تواجد طبقة وسطى قوية ضمان للسلم الاجتماعي والاستقرار السياسي.
وكما اكد ذلك الشامي رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، فوجود طبقة متوسطة ممتدة أمر هام للغاية بالنسبة لكل دولة ، مشيرا إلى أن هذه الطبقة تسهم في التنمية الاقتصادية وتشكل ضمانا للسلم الاجتماعي والاستقرار السياسي.