إجتماع حاسم بمنزل ميارة وجهات عليا تتدخل “لحلحلة” الأزمة داخل “الميزان”

مفترق طرق مفصلي هو الذي يقف فيه حزب “الإستقلال” المشارك في الإئتلاف الحكومي الحالي، وذلك بسبب أزمة تنظيمية حادة بين تيار الأمين العام للحزب نزار بركة، وتيار الرجل القوي في الحزب حمدي ولد الرشيد، وسط مخاوف من تصدع داخلي، قد تمتد “إرتداداته إلى الأغلبية الحكومية.

ومنذ 26 ماي الماضي، تاريخ عقد اللجنة التنفيذية للحزب ما سمتها “خلوة تنظيمية” في منطقة الهرهورة بضواحي الرباط، يعيش “الإستقلال”، ثالث قوة سياسية في البلاد، على صفيح ساخن، جراء تباين مواقف هيئاته التنظيمية، بين مؤيد ورافض لمخرجات الخلوة، القاضية بعرض تعديلات على القانون الأساسي للحزب على المؤتمر الإستثنائي المقبل.

ويتساءل مراقبون عن ماذا يجري هذه الأيام داخل حزب الإستقلال حتى أن نزار بركة أخذ يدعو أنصاره إلى “تهدئة الأجواء” عندما كثرت من حوله هذه البيانات التي تنزل تباعا تضامنا معه.

ويرى متتبعون أن ما يجري يتجاوز ربما عملية إستقطاب بين من مع ولد الرشيد وآله وصحبه وصهره وبين من مع نزار بركة الذي شعر بأنه لا يمارس صلاحياته كأمين عام لحزب.

في هذا السياق علمت “بلبريس” من مصادر جد مطلعة، أن جهات عليا تدخلت لحلحة الأزمة داخل حزب علال الفاسي، حيث عقد إجتماع خاص لمناقشة حيثيات مايجري في البيت الداخلي للإستقلال.

وأشارت ذات المصادر الى أنه تم عقد لقاء في بيت القيادي النعمة ميارة، حضره جل قيادات حزب “الميزان”، بإستثناء نزار بركة، الأمين العام، الذي لا زال يتشافى من إصابته بكورونا.

وأكدت ذات المصادر على أن هذا الإجتماع جاء لمحاولة إنهاء الإختلافات بين قيادة الحزب قبل التوجه للمؤتمر الإستثنائي.

وأبرزت ذات المصادر، أنه تم الإتفاق على التشبث بمخرجات “خلوة هرهورة”، والتشبث بنزار بركة أمين عام للحزب، مع ترك الإختيار لمؤسسات الحزب لفتح النقاش، وإختيار الأنسب.

وإنطلاقا مما سبق ، الأكيد اليوم بأن الخلافات التي كانت قائمة بين تيار نزار بركة وتيار حمدي ولد الرشيد  قد طويت، وحسب مصادر خاصة لبلبريس فإن هناك جهات عليا تدخلت لإيقاف هذا الخلاف .

مع قبول نزار بركة هو أمينا عاما لحزب علال الفاسي لولاية ثانية بالإجماع ،وهو ما يبين بأن قادة حزب الإستقلال قادرون   تجاوز هذه خلافاتهم بالحوار وبالتوافق لإقتناع كل قادة الحزب وعلى رأسهم نزار بركة ،لانه ليس من مصلحة أحد أن يدخل حزب  الإستقلال في أزمة أجنحة ، ولا من مصلحة الوطن – أيضا- إن يدخل البلد في أزمة سياسية في ظل سياق وطني صعب إقتصاديا وإجتماعيا.

وأعتقد ان الحكماء في حزب الإستقلال  سيعملون – كلما في وسعهم- ليتجنب حزب علال الفاسي الوقوع في أزمة داخلية المستفيد منها المتربصون بالحزب وبالوطن ، لهذا فعين العقل هو الإلتفاف حول ّأمين الحزب الحالي نزار بركة ، مع ضرورة قيام نزار بركة بنقد ذاتي  والرهان على الإستقلاليين الحقيقيين وليس التافهين والإنتهاريين منهم  ، وعلى نزار أن يستفيد من أخطاء الماضي ،والذهاب بالحزب في ولايته الثانية نحو آفاق أخرى في سياق تم فيه تمييع العمل الحزبي. وتقزيم الأحزاب الوطنية وتقوية الأحزاب التافهة.

 

 

 

 

 

 

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *