كيف ضاعت "الفرصة" على الوزير السكوري لتشعل الخلاف بين الأحرار و"البام"

 

تجد عدد من قيادات حزب الاصالة والمعاصرة، و إلى الآن، صعوبة بالغة في  تجاوز الصفعة القوية التي تلقاها الحزب، و معه الوزير يونس السكوري ، وزير الادماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، بعد أن سحب منه برنامج "فرصة" المثير للجدل في آخر لحظة.

السكوري غادر حفل انطلاقة هذا البرنامج قبل نهايته، بعد  حضوره مكرها ليعاين كيف طار مشروع سبق أن روج له، وأشرف عل مطبخه الداخلي.

مشروع راهن عليه حزب الأصالة والمعاصرة لتلميع صورته، باعتباره  منتوجا خالصا، واجتهادا لوزير من الحزب، وهو واحد من أهم الأسباب التي عجلت بسحب البرنامج من يد السكوري الذي اضطر خلال بداية الحفل لتوزيع ابتسامات باهتة تخفي مراراته.

قبل ذلك ،كان استياء السكوري حاضرا بقوة في منزل القيادي البامي العربي لمحرشي خلال وجبة إفطار جمعت الأمين العام للجرار ببرلمانيي، وقيادات الحزب التي طالبت بشكل صريح بالتصدي لهيمنة الأحرار ، محذرة من أن الصمت على ذلك يجعل الحزب مجرد "تابع" سيدفع لاحقا ثمن قبوله بأكل "الثور الأبيض".

والواقع أن سحب البرنامج من يدي السكوري لم يكن فقط قرصة أذن موجعة، موجهة لهذا الأخير، بل كانت رسالة واضحة  فهمها عدد من القياديين بحزب الأصالة والمعاصرة.

بداية الحكاية كانت مع إفراط السكوري  في الترويج لبرنامج فرصة حتى قبل أن تكتمل ملامحه،  وتطور الأمر الى تسريبات مجهولة المصدر  لما راج في اجتماع حكومي بغرض دعائي، ما جعل القرار يصدر بشكل سريع، ليفقد السكوري الكعكة، وحبة الكرز، و يتحول من  عراب للبرنامج الى مجرد ضيف بالإكراه في حفل انطلاقه.

وكان السكوري قد اعتمد على مقربين منه لبث عدد من التفاصيل المتعلقة بالرنامج الذي يهدف لتمويل مشاريع 10 الاف شاب وشابة، علما أن "جوكير" التشغيل وخلق فرص للشباب، كان من بين أهم الأوراق التي وظفها حزب التجمع خلال حلمته الانتخابية التي صعدت به لرئاسة الحكومة.

السكوري  استغل أيضا مروره البرلماني في أكثر من مناسبة  ليكشف تفاصيل البرنامج  الذي قال أنه سيهدف لمواكبة 60 ألف مقاولة خلال خمس سنوات، ليأتي الرد من خلال تكليف فاطمة الزهراء عمور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامن، عن حزب التجمع بهذه "الفرصة".

فرصة  ضاعت على الوزير السكوري، وعلى حزبه، ضمن معركة عض أصابع خفية سيكون لها أكثر من عنوان.... و البداية كانت من البلاغ الناري الذي خرج به الذراع النقابي للبام  الذي هاجم بلغة قاسية اختيارات الحكومة  منتقدا بعض وزارئها الكسالى، والبقية حتما ستأتي..


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.