قال مصدر مطلع، بأن تقديم أزيد من 130 طبيبا لإستقالتهم الجماعية من المؤسسات الصحية العمومية بالدار البيضاء، أحرج كثيرا مسؤولي الحزب جهويا ومركزيا، معترفا بتداول الموضوع على نطاق واسع بين هيئات الحزب بالمدينة، خاصة وأن الاطباء ارسلوا إستقالتهم إلى المديرة الجهوية للصحة التي تعتبر مسؤولية تنظيمية ومنتخبة باسم الحزب.
وأضاف ذات المصدر، بأن تقديم الأطباء لإستقالتهم يأتي في سياق فتح عدد من الدول الاجنبية الباب لإستقطاب الأطر ومن بينهم الاطباء الذين راكموا سنوات من التجربة في العمل الميداني، مضيفا بأن المديرة الجهوية للصحة هي كذلك عضو بالمكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار ومستشارة باسمه في مجلس مدينة الدار البيضاء مكلفة بالصحة.
وأفاذ ذات المصدر بوجود صراع كبير بين بعض الأطباء والإدارة بمختلف مندوبيات الصحة بالعاصمة الإقتصادية للمملكة، مؤكدا بأن حالات كثيرة وصل صداها للمكاتب السياسية لأحزاب في الحكومة الحالية نظرا للإنتماءات الحزبية والنقابية لبعض الأطر الصحية من جهة، والمسؤولة الاولى عن قطاع الصحة بالدار البيضاء الكبرى من جهة ثانية، حيث كشف ذات المصدر، بأن تقديم الاطباء للإستقالة عموما هو رسالة احتجاجية واضحة ضد أنس الدكالي الوزير الوصي على القطاع الذي لم يستطع هو الاخر إيجاد الحلول لتخفيف حدة الاحتقان بالدار البيضاء خاصة.
هذا، وقدم 130 طبيبا مزاولا بالقطاع العام بجهة الدار البيضاء سطات، استقالة جماعية، بسبب "الأوضاع الكارثية التي يعيشها قطاع الصحة، والتي لا تستجيب للشروط العلمية المعمول بها دوليا، والتي لا ترقى لتطلعات المواطنين وحقهم في العلاج الذي يكفله الدستور".
وأكد الاطباء الغاضبون وفق بيان لنقابتهم بوجود "أزمة هيكلية يعاني منها قطاع الصحة، كونه يعاني أعطابا واختلالات بنيوية عميقة ومزمنة، كتقليص الميزانية المخصصة للقطاع وتردي البنية التحتية بالمستشفيات والتخبط الذي يعاني منه تنزيل نظام راميد".