أكد المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار أن المؤتمر الوطني السابع، المنعقد نهاية الأسبوع المنصرم والذي جُدِّدت فيه الثقة في عزيز أخنوش رئيسا للحزب، يشكل نقطة تحوّل في الأرضية الصلبة التأطيرية للمرحلة المقبلة لرفع تحديات جديدة تستجيب لتطلعات المغاربة، مشددا على ضرورة إيجاد صيغ تحقيق مصالحة الشباب مع السياسة.
وأوضح حزب التجمع الوطني للأحرار، في بلاغ صادر عن مكتبه السياسي عقب اجتماعه أمس الثلاثاء، توصلت "بلبريس" بنظير منه، لتقييم مؤتمره الوطني العادي السابع، المنعقد يومي 04 و05 مارس الجاري، ومناقشة مجموعة من النقط التنظيمية والسياسية، أن المؤتمر الوطني السابع انعقد في وقت كسب فيه الحزب تحدي مسار الثقة بتصدره المشهد السياسي المغربي، ليتطلع إلى كسب تحدي جديد يتمثل في تنفيذ ‘مسار التنمية’، على الرغم من السياقات المعقدة، وبرهانات جديدة تستجيب لانتظارات وتطلعات المغاربة، وعلى رأسها مواصلة ترسيخ دعائم الدولة الاجتماعية، مرتكزا على برامج الحزب والأغلبية الحكومية المتضمنة في البرنامج الحكومي الذي يشكل التزاما وتعاقدا حقيقيا مع المواطنين.
وأبزر بلاغ حزب "الحمامة"، أن المكتب السياسي أجمع على أن مجهود الحزب في المرحلة المقبلة سيرتكز على تبني ذات القيم والحفاظ على نفس تعبوي يرفع من مستوى التأطير، ويقوي المؤسسات الداخلية، مع توجيهها لخدمة “مسار التنمية” والوفاء بالالتزامات عبر التقاطع مع المجهود الذي تقوم به الحكومة والبرلمان وباقي المؤسسات المنتخبة.
وتوقف أعضاء المكتب السياسي، وفق البلاغ، عند مرجعية الحزب السياسية المبنية على الديمقراطية الاجتماعية كمنهج للتدبير يروم محاربة الفقر والهشاشة وينشد الانتصار للمناطق البعيدة وإدماجها في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية، وبناء جسور بين السياسات العمومية التي تستهدف البنيات التحتية وأثرها على الإنسان.
وأكد المكتب السياسي لـ”الأحرار” تطلعه خلال المرحلة المقبلة إدماج هاته القيم في مجهوده التنظيمي، وذلك عبر الانفتاح على مجموعة من الهيئات الموازية من أجل أن يكون حسه الترافعي مستوعبا في شموليته لمختلف الإشكالات التي يعاني منها المجتمع.
ونوّه البلاغ بتفاعل المؤتمر الوطني السابع من خلال المصادقة بالإجماع على طلب خمس منظمات موازية جديدة تضاف إلى تلك الموجودة سلفا “ما من شأنه أن يُغنِي النقاش العمومي المؤطر مؤسساتيا ويحتضن مجموعة من الأطر والكفاءات الراغبة في تقديم الإضافة النوعية للحزب وللمشهد السياسي في بلادنا”، حسب البلاغ.
وعبّر المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار عن “اعتزازه الكبير بروح الانتماء المسؤول لكل المناضلين و المناضلات الأحرار و حرصهم على تحصين تنظيمهم السياسي عبر سيادة روح التوافق على أشغال المؤتمر الوطني السابع، وهو ما يعكس النتائج التي حققها الحزب على مستوى تجديد نخبه لإتاحة الفرصة للجميع للمساهمة في الدينامية التي يعرفها على مختلف المستويات”، مضيفا أن “المكتب السياسي الحالي يعقد اجتماعه الأول، بنسبة تجديد تصل إلى حوالي 50 في المائة، وهو ما يعكس النفس الديمقراطي المكرس للتداول المسؤول لمختلف المناضلين للمساهمة في مسار البناء الواعي لإكراهات المرحلة”.
ولفت أعضاء المكتب السياسي خلال اجتماعهم الأول بعد المؤتمر الوطني إلى ضرورة إيجاد صيغ تحقيق مصالحة الشباب مع السياسة، عبر تعزيز الفضاءات الحاضنة لكل النقاشات التي تروم تقييم السياسات العمومية المستهدفة لمختلف انشغالاتهم على كافة المستويات، وتبني مقاربة تجعل من الفعل التشاركي بصفة عامة، سواء أكان جمعويا أو سياسيا، من المقدمات الأساسية للمصالحة، ما بين هيئات التأطير والشباب.
وتوقف أعضاء المكتب السياسي، في بداية الاجتماع، عند برقية التهنئة التي بعثها الملك محمد السادس إلى عزيز أخنوش، بمناسبة تجديد الثقة فيه رئيسا للحزب للمرة الثانية من طرف المؤتمر الوطني السابع، وعبروا عن عميق شكرهم و خالص عرفانهم للعناية الملكية، مؤكدين تسلحهم بالتوجيهات الملكية المضمنة في البرقية المولوية.
وفي ختام الاجتماع، أوضح البلاغ أن المكتب السياسي جدد التأكيد على أن “مسار التنمية” الذي رفعه الحزب في مؤتمر الوطني السابع، وقبله “مسار الثقة” الذي حظي بثقة المغاربة، “ليس مجرد شعار لتمرير المرحلة، بقدر ما هو رؤية لتفعيل التعاقد السياسي الذي كرسته مخرجات صناديق الاقتراع باعتبارها التعبير الوحيد لإرادة المواطنين، يروم إلى إقرار إصلاحات عميقة، ستنعكس، إيجابا، وفي المدى المنظور، وبشكل مباشر على المواطنين”.