أثار اختيار المغرب إعادة رعاياه العالقين في أوروبا، بسبب إغلاق الحدود، انطلاقًا من البرتغال بدل إسبانيا، خلافًا الكثير من الجدل على خلفية انتقاد المغرب إجراءات المراقبة “غير الصارمة” للحالة الصحية للمسافرين في إسبانيا.
وعزت وزارة الصحة المغربية هذا القرار إلى “غياب احترام البروتوكولات الصحية المرتبطة بكوفيد-19 من قبل السلطات الإسبانية، وغياب ضمانات ملموسة على احترامها.. بطريقة حازمة وسليمة طبقًا للتوصيات والإجراءات الصحية المتعارف عليها دوليًا”.
وأوضحت في بيان أنها رصدت “عدة حالات وإصابات بفيروس كوفيد-19، عند وصولها أو عبورها من المغرب، قادمة من إسبانيا في إطار رحلات خاصة”، منتقدة “عدم وجود المراقبة المتعينة لجوزات التلقيح بالنسبة إلى المسافرين”.
واعتبر مراقبون أن البلاغ الصادر بخصوص توضيح أسباب اختيار المغرب للبرتغال بدل إسبانيا لإنطلاق عملية ترحيل المغاربة العالقين بأوروبا، من شأنه أن يعيد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى وضعية الأزمة من جديد بعد التحسن الطفيف الذي شهدته في المرحلة الأخيرة، خاصة أن لغة البلاغ تثير الكثير من التساؤلات.
في هذا السياق قال محمد بنطلحة الدكالي مدير المركز الوطني للدراسات حول الصحراء، في تصريح لبلبريس:”
واكد المتحدث نفسه ان هذا القرار لم ياتي عبثا وانما من الطبيعي ان يكون مستندا على معطيات موضوعية مادية تابثة تؤكد صحة ما جاء في البلاغ”
وأضاف المتحدث نفسه:”المغرب دولة سيدة مفروض عليها ان تحمي مواطنيها وان تتخذ كل الاجراءات والاحتياطات من اجل ضمان الامن العام الصحي،ونجد ان كثيرا من دول العالم اضطرت زمن كورونا اتخاذ قرارات فرضتها الظروف الوبائية الصعبة، مردفا:”لقد سبق مثلا لكندا ان قامت بتعليق جميع الرحلات التجارية والخاصة القادمة مباشرة من المغرب على خلفية تفشي وباء كوفيد 19 كما ان معظم دول العالم اغلقت حدودها مع جنوب افريقيا والتي هي مهد فيروس اومكيرون المتحور والامثلة كثيرة في هذا المجال”
وتابع الدكالي:”نجد ان البلاغ لا يشكل تهديدا ولا يحمل لغة تصعيدية وانما يعبر عن حالة الاستنفار واليقضة والتعبئة التي تعيشها وزاة الصحة وكذلك القرارات الصارمة التي تقوم بتنفيذها السلطات الصحية المغربية للخفاظ على المكتسبات التي تحققت والتي بفضلها نعرف حاليا استقرارا في انتشار الوباء، كما أن هذا البلاغ لا يمكنه ان يوتر العلاقات الديبلوماسية بين البلدين او يعيدها الى وضعية الازمة من جديد بعد التحسن الطفيف الذي عرفته المرحلة الاخيرة”
واسترسل بنطلحة الدكالي:”ما يمكن ان اؤكد عليه ان المغرب يقوم بتدابير احترازية حتى يحافظ على فعالية الاجراءات الناجحة سواء من ناحية المقاربات الشمولية أو على المستوى الاقتصادي والصحي والاجتماعي لذا لا يجب ان نحمل البلاغ اكثر من مضامينه،فهو في نظري عتاب بين الاصدقاء خاصة ان المغرب واسبانيا تربطهما علاقات التاريخ والجغرافيا والمستقبل”
ورد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل الباريس في مؤتمر صحافي بمدريد بشدة على هذه الانتقادات، معتبرًا بيان وزارة الصحة المغربية “غير مقبول من وجهة نظر إسبانيا ولا يطابق الواقع”.
وأضاف أن “إسبانيا تحترم كل المعايير الدولية المتعلقة بمكافحة وباء كوفيد-19، والحكومة تعمل على ذلك دون هوادة”.