مجهر بلبريس: نساء ناجحات في عوالم الرياضة قدمن نماذجا للمرأة المغربية الرائدة

استطاعت المرأة المغربية أن تحقق نجاحات في مختلف المجالات، تلك المجالات التي يجب أن تكون حكرا على "الكفاءة'' وليس على الرجل أو المرأة، ولعل الرياضة من أبرز عناوين تألق نساء كتبن أسمائهم بحبر دهبي في سجلات الإبداع والتميز.

فاطمة الفقير وفاطمة عوام وحسنية الدرامي وغيرهن من البطلات اللواتي برهن عن علو كعبهن، في العديد من الملتقيات الدولية والتظاهرات القارية، وجدن في نوال المتوكل القدوة المتميزة، إثر فوزها بالميدالية الذهبية في الألعاب الأولمبية بلوس أنجلوس في 1984.

نوال المتوكل التي تعتبر أول بطلة أولمبية عربية وأول وزيرة للرياضة في العالم العرب، وأول امرأة عربية وإفريقية تشغل منصب النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية، فضلا عن ترؤسها لعدة لجان تنظيمية داخل اللجنة الأولمبية الدولية.

عبد إنجازها الطريق لبطلات أخريات، كفاطمة عوام وحسنية الدرامي في أولمبياد سيول 1988، ونزهة بدوان الحائزة على نحاسية أولمبية في مسافة 400 م حواجز، وحفيظة الواصف ورحمة باحو ولمياء بلقاسم ومنى بن عبد الرسول ومونية بوركيك والصاعدتان صفية صالح وفاطمة الزهراء أبو فارس في رياضة التايكواندو، وسارة البكري في السباحة، ونوال السلاوي وغالية السبتي في الألعاب الشتوية الخاصة بالمنعرجات الكبرى والصغرى، وزهرة واعزيز في ألعاب القوى، ووفاء العمري وهند بهاجي في الشطرنج، ونعيمة الغواتي الملقبة ب"ناديا كومانيتشي العرب" في الجمباز، وغيرهن من النماذج النسائية الرياضية الناجحة.

وبعد جيل البناء والتأسيس حل زمن جيل التأكيد على إبداع المرأة المغربية، مع نزهة بدوان وحسناء بنحسي في ألعاب القوى/ وبهية محتسن في كرة المضرب، ونجاة الكرعة في ألعاب القوى لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وأسماء نيانغ في التايكواندو، وفاطمة الزهراء الحياني المتوجة بميدالية ذهبية في بطولة إفريقيا للدراجات، ولمياء بومهدي العميدة السابقة للمنتخب الوطني لكرة القدم.

ولم تكتفي المرأة المغربية بحصد البطولات واعتلاء المنصات، بل دخلت مكاتب التسيير، وتقلدت مهام التحكيم على الصعيدين القاري والدولي من بابه الواسع، بانتخاب رئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة بشرى حجيج، نائبة لرئيس الكونفدرالية الإفريقية للعبة، وقبلها سميرة بناني، إحدى رائدات سباقات السيارات على الصعيدين العربي والإفريق، كأول امرأة مغربية يتم تعيينها ممثلة للقارة الإفريقية في الاتحاد الدولي للسيارات، وفطومة فريد رئيسة لجنة المرأة والتنمية بالجامعة الملكية للزوارق الشراعية.

أما في مجال التحكيم فبرزت وتألقت نزهة الحنفي كحكمة مغربية ودولية في كرة السلة وسهير المتوني البطلة القارية والحكمة الدولية في رياضة الجيدو، وبشرى كربوبي، التي برزت كأول حكمة مغربية دولية تقود مباراة في الدوري الاحترافي المغربي.

ولم تقف انجازات المرأة المغربية عند انتزاع ميداليات اختلف معدنها، والانخراط في الهئيات الرياضية القارية والدولية، بل اقتحمت عالم المغامرة، الذي كان محمية ذكورية بامتياز، حيث رفعت بشرى بايبانو تحدي العمر وتحقيق أسمى ما يتطلع إليه متسلقو الجبال في جميع أنحاء العالم، بوقوفها على أعلى نقطة في القمم السبع الأكثر شراسة، قمة كليمنجارو في أفريقيا 2011، و إلبروس في أوروبا 2012، وأكونكاغوا في أمريكا الجنوبية 2014، و جبل ماكينلي في أمريكا الشمالية 2014، وبيراميدس كارستنزي في إسيانيا 2015، و إفريست في آسيا 2017، ثم فينسون في القطب الجنوبي 2018، لتكون أول امرأة مغربية ترفع العلم المغربي على أعلى قمة في العالم.

ولا زال في جعبة النساء المغربيات، كثير من التألق والابداع، يستطعن تقديمه في مختلف المجالات، وجاز للمرأة المغربية أن تكون النصف والكل في آن واحد، وجنبا إلى جانب الرجل يمكن لهمها بناء الوطن كما تحلم بها الأماني الجميلة.

(ومع/ت ص.بت .)


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.