إنجازات ضخمة وإصلاحات هيكلية كبرى بالصحراء مقابل ضعف في تسويقها

يندهش الزائر لجهتي العيون -الساقية الحمراء، والداخلة -وادي الذهب بالتقدم والازدهار وضخامة الإنجازات والإصلاحات الهيكلية التي تعرفها هاتين الجهتين، تقدم أبهر السفير الفرنسي والوفد المرافق له في زيارتهما الأخيرة إلى المنطقة.

التنمية الشاملة والمهيكلة والمستدامة التي تعرفها جهتا العيون -الساقية الحمراء والداخلة -وادي الذهب اصبحت تدهش كل زائر. بنيات تحتية ضخمة ، أمن واستقرار، مشاريع وأوراش استراتيجية كبرى ، تنمية مستدامة شاملة الخ ، لكن مقابل هذه الثورة التنموية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية على مستوى كافة المجالات، هناك ضعف رهيب ان لم نقل فشل مخيف في التسويق لكل هذه المنجزات والإصلاحات الكبرى والنوعية التي تعرفها جهات الصحراء المؤطرة بفلسفة النموذج التنموي الجديد الذي دعا اليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس .

بذلت الدولة المغربية وتبذل جهودا ضخمة وحققت إنجازات كبرى بهذه الأقاليم، لكنها لا تصل بكيفية مهنية ومؤسساتية للراي العام الوطني والقاري والدولي بسبب ضعف التسويق، ضعف يستغله أعداء الوحدة الترابية للتشويش على التقدم المذهل التي تعرفه أقاليمنا الجنوبية .

مدخل مدينة العيون

في العهد الجديد تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، شهدت الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، العديد من الانجازات التنموية والاقتصادية المهيكلة، بشهادة خبراء وسياسيين دوليين، غيرت معالم هذه الأقاليم ، حيث عرفت وتعرف هذه الأقاليم مشاريع تنموية واقتصادية في الإعمار وتوفير الشغل لسكانها وتطوير البنى التحتية فيها، وإحداث نقلة نوعية على جميع المستويات الاقتصادية والتنموية التي كانت محط إشادة عالمية، حيث أصبحت الصحراء المغربية، بفضل الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس، منطقة صاعدة وواعدة، ومتطلعة إلى المستقبل.وشهدت مدنها ، مشاريع تنموية ضخمة وإقلاعا اقتصاديا كبيرا، بعد ان أصبحت منطقة جذابة للاستثمار الوطني والدولي باعتبارها منطقة إستراتيجية لها وزنها الجيو- سياسي والاقتصادي الإقليمي والجهوي.

وبفضل البرنامج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية الذي أعلنه جلالة الملك محمد السادس سنة 2015، تم اندماج شامل بين أقاليم المنطقة، مع باقي أقاليم التراب الوطني، عبر تعزيز البنيات التحتية لربطها بباقي جهات المملكة، وتوفير شروط الاستثمار وتحفيزه لمنح هذه المنطقة نفسا جديدا في التنمية الشاملة .

وللإشارة ، فقد شمل البرنامج التنموي للأقاليم الجنوبية، حزمة من عقود برامج لإنجاز ما يفوق 700 مشروعا بغلاف مالي إجمالي أَوَّلِي قُدِّرَ ب77 مليار درهما، قبل رفعه لاحقا إلى 85 مليار درهما، بهدف إحداث مشاريع كبرى ومهيكلة، منها، الطريق السريع تزنيت-الداخلة على طول 1.055 كلم، والبرنامج الصناعي فوسبوكراع بالعيون، وكذا ميناء الداخلة الأطلسي الذي سيغير معالم جهة الداخلة -وادي الذهب .

وحسب عدد من الاقتصاديين، فكم ونوعية المشاريع التي أطلقتها المملكة، في الصحراء المغربية، ستحول المنطقة لقطب جاذب للاستثمار، ووجهة سياحية كبرى ،وفضاء جيو- سياسي هام للدول الأوروبية والأمريكية.

البنية التحتية في العيون

 

لكن، وبكل أسف ، مقابل الجهود الجبارة للدولة والانجازات الضخمة على أرض الواقع بالصحراء المغربية هناك تسويق ضعيف وبئيس ، ان لم نقل فاشلا.

فالدولة المغربية تحت قيادة صاحب الجلالة بذلت جهودا كبرى غيرت معالم الأقاليم الجنوبية يشهد بها العالم، لكن ، لم يتم تسويقها بكيفية فعالة للرأي العام الوطني والقاري والدولي ، لأن بعض المسؤولين ما زالوا لم يقتنعوا بعد ان عملية التسويق هي أشبه ما يكون بجيش الدفاع عن إنجازات الواقع ، لكون التسويق هو الواجهة الأساسية التي يلمحها المستهلك ، لهذا فإن وجود جيش دفاع “تسويقي” متمكن وقوي يعد اليوم في عصر الثورة الرقمية عنصرا هاما من عناصر نجاح الكيانات .

نجح المغرب تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في إحداث ثورة شاملة بالصحراء، بل انه حولها لإحدى أهم جهات المملكة، إلا أن الخبراء يحذرون من ضعف آلية جيدة لتسويق هذه المنجزات، لكون التسويق ما زال يُمثل “كعب أخيل”.

في ختام هذا المقال، نطلب من المسؤولين عن تدبير شؤون صحرائنا التي تعرف تحولات هيكلية مذهلة الرهان على التسويق لما ينجز بالصحراء المغربية، لانه اصبح ضرورة خصوصا في عصر التحول الرقمي،اننا بحاجة لتسويق استباقي، مبتكر، لتبني طرق جديدة في التواصل والتفاعل والتسويق خصوصا مع قرب الطي النهائي لملف الصحراء المغربية المفتعل.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *