تقرير أممي: 2,4 مليون مغربي يعيشون فقرًا متعدد الأبعاد

كشف التقرير الأممي لعام 2025 حول مؤشر الفقر متعدد الأبعاد أن 6,4 في المئة من المغاربة، أي نحو 2,4 مليون شخص، يعيشون في فقر مركّب يمس التعليم والصحة ومستوى المعيشة، فيما يواجه 10,9 في المئة آخرون خطر السقوط في براثنه.

 

وبحسب التقرير الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشراكة مع مبادرة أوكسفورد للفقر والتنمية البشرية، فإن 1,4 في المئة من السكان يعيشون فقرًا شديدًا، حيث يتجاوز حرمانهم نصف المؤشرات العشرة التي يعتمدها المؤشر، مثل السكن غير اللائق، وضعف الولوج إلى الماء والكهرباء، وتدني التعليم والتغذية.

 

وأوضح التقرير أن شدة الحرمان لدى الفقراء المغاربة تبلغ 42 في المئة، أي أنهم محرومون، في المتوسط، من أكثر من أربعة أعشار مقومات العيش الكريم. ووفقًا للتصنيف الأممي، يُدرج المغرب ضمن البلدان ذات التنمية البشرية المتوسطة، بقيمة مؤشر بلغت 0,027، وهي أفضل من المعدل الإقليمي العربي البالغ 0,072.

 

وأشار التقرير إلى أن التعليم يشكّل العامل الأبرز في استمرار الفقر بالمغرب، إذ يسهم بنسبة 46,8 في المئة من إجمالي الحرمان، مقابل 28,8 في المئة لمستوى المعيشة و24,4 في المئة للصحة. ويعني ذلك أن نصف أسباب الفقر تقريبًا مرتبطة بالتعليم، سواء من حيث ضعف الولوج أو قصر مدة التمدرس.

 

ورغم أن المغرب حقق تراجعًا ملحوظًا في معدلات الفقر بين 2011 و2018، وهو ما اعتُبر قصة نجاح إقليمية، إلا أن وتيرة التقدم تباطأت بعد الجائحة والأزمات المناخية التي أثّرت على الأمن الغذائي والقدرة الشرائية.

 

كما حذّر التقرير من تحالف الفقر والمناخ، موضحًا أن الفقراء في الدول متوسطة الدخل، ومنها المغرب، هم الأكثر عرضة لتداعيات الحرارة والجفاف وتلوث الهواء. ففي القرى تحديدًا، حيث يعيش أكثر من 80 في المئة من الفقراء المغاربة، يضاعف ضعف البنيات التحتية وبعد المدارس والمراكز الصحية من عمق الهشاشة.

 

ويرى التقرير أن مواجهة هذه التحديات تستلزم سياسات اجتماعية ومناخية متكاملة، تُعيد توزيع الفرص وتضمن العيش الكريم للفئات المحرومة، قبل أن يتعمّق الفقر وتشتدّ حرارة المناخ أكثر.

 

 

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *