بعد رفع ثمنها.. فضيحة غش في أوزان قنينات غاز البوتان وغموض يلف آليات المراقبة والسياسات الحكومية

جددت النائبة نزهة أباكريم، عن الفريق الاشتراكي (المعارضة الاتحادية)، اتهاماتها بوجود عمليات غش في أوزان قنينات غاز البوتان، وذلك من خلال توجيه سؤال كتابي إلى وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور.

وأوضحت أباكريم في سؤالها، أن قرار الحكومة القاضي بالتقليص الجزئي من دعم قنينات غاز البوتان، كشف عن "فضيحة أكبر" تتمثل في عمليات الغش في وزن هذه القنينات، حيث تتراوح نسبة النقص في الوزن الحقيقي للغاز ما بين 10 و 25% من الوزن المُدرج على القنينات.

وذكرت النائبة البرلمانية ببتنبيهات سابقة وجهتها إلى وزارة الصناعة والتجارة بهذا الخصوص، أثارت أسئلة عما سمته « أسباب تراجع مراقبة أوزان المواد الاستهلاكية بالأسواق »، قبل أن تستفسر الوزير، عن الآليات التي ستفعلها الوزارة من أجل مراقبة أوزان هذه المواد.

وفي هذا الصدد، وجه فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، مراسلات إلى كل من وزيرة الاقتصاد والمالية ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، حول وضعية المنافسة في سوق "البوتان" في ظل الزيادات المقررة في الأسعار والتي جرى تطبيق المراحل الأولى منها خلال الأيام القليلة الماضية.
وطالبت المراسلات بالكشف عن الكميات الحقيقية المستوردة من غاز البوتان، وما إذا كانت متناسبة فعلا مع المبالغ المستخلصة من صندوق المقاصة، وتوضيح متوسط سعر استيراده وانعكاس هذا السعر في السوق الدولية على أثمنة البيع في السوق الوطنية، وهوامش الربح المتاحة للفاعلين في السوق الوطنية، وتوضيح الانعكاسات والإسقاطات التي ستترتب على قرار الزيادة في أسعار قنينات غاز البوتان على مستوى موارد الميزانية وعلى صعيد أرباح الفاعلين وعلى مستوى الزيادات المتوقعة بخصوص أثمنة خدمات ومنتوجات ترتبط بسعر غاز البوتان، مثل المواد الفلاحية والمواد الغذائية وخدمات الفنادق والمطاعم والمقاهي.
واعتبر فريق "حزب الكتاب" أن رفع سعر قنينات غاز البوتان الكبيرة من فئة 12 كيلوغرام بـ 10 دراهم، ورفع ثمن قنينات الغاز الصغيرة من فئة 3 كيلوغرامات بدرهمين ونصف، بداعي الخفض الجزئي والتدريجي لتكاليف صندوق المقاصة، يأتي في وقت يتسم بالغلاء والارتفاع المتواصل لأسعار معظم المواد الاستهلاكية، ويؤكد عدم قدرة الحكومة على إيجاد بدائل تمويلية للورش الاجتماعي دون المساس بالقدرة الشرائية لعموم المواطنات والمواطنين، خاصة الفئات المستضعفة، لا سيما بالنظر إلى أن الزيادة المقررة عامة، ولم تستهدف فقط كبار مستغلي دعم غاز البوتان.
وأشار فريق حزب التقدم والاشتراكية إلى أن البلاد صارت من أكبر الأسواق العالمية لاستيراد واستهلاك غاز البوتان، إذ منذ بداية الألفية الثالثة تضاعف حجم استهلاكه ثلاث مرات تقريبا، وبلغت الواردات الوطنية من غاز البوتان 2.78 مليون طن في سنة 2022، بكمية إضافية سنوية تقدر بنحو 100 ألف طن. وفي 2022 تم استهلاك أزيد من 227 مليون قنينة من فئة 12 كلغ، بما يوازي نحو 2.73 مليون طن سنويا.
وطالب الفريق الوزارات المعنية بتقديم الإيضاحات الكافية والشفافة حول عدد الفاعلين الأساسيين في ميدان استيراد وتخزين وتعبئة وتوزيع غاز البوتان، وما إذا كانت شروط المنافسة الحرة والمشروعة تتوفر في هذا القطاع، وما هي المبالغ التي تستفيد منها الشركات المعنية من صندوق المقاصة.