إدريس لشكر : أخطاء متكررة تضع حزب الوردة في مفترق الطرق

 

لم يستطع ادريس لشكر أن يوحد المعارضة بل ساهم في تفككها بملتمس الرقابة الذي تقدم به بشكل منفرد ضد الحكومة كما ساهم في تفكك الاتحاد الاشتراكي.

ادريس لشكر فشل في توحيد مناضلي الاتحاد الاشتراكي أنفسهم وإقناعهم برؤيته، بل إن مناضلين من الحزب طالبوه بملتمس رقابة داخلي وليس ضد الحكومة بعد فضيحة الدراسات التي انفجرت عقب تقرير المجلس الأعلى للحسابات، والتي لم يتعامل معها الحزب على المستوى التواصلي بشكل جيد ولم يقدم أي أدلة ملموسة يمكنها أن تدحض ما جاء في التقرير، واكتفى بتصريحات هنا وهناك.

إن قياديين سابقين في حزب عبد الرحيم بوعبيد أصدروا ثلاث بلاغات خلال مدة وجيزة  وصفت بالنارية، يطالبون فيها إدريس لشكر بإرجاع أموال الدراسات المتحصلة من الدعم العمومي والاستقالة.

إن غياب الديمقراطية الداخلية في حزب الوردة أصبح ظاهرا للكثير، بل إن مصادر من المكتب التنفيذي للحزب أسرت لـ’’بلبريس’’ ان الاتحاد يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى قيادة جديدة تستمع للمناضيلن، ولا تنفرد باتخاذ القرارات.

إدريس لشكر لم يعد يقبل أن يناقشه أحد في الديمقراطية الداخلية حتى من الصحافة، ففي لقاء إذاعي لم يستسغ الكاتب الاول للوردة سؤال زميلين عن إعادة ترشيح نفسه لقيادة حزب الاتحاد الاشتراكي، رغم تنافي ذلك مع القانون الأساسي للحزب خاصة وأنه على رأس المكتب السياسي منذ 2012. ووصفهما بالمأجورين ليقررا رفع دعوى ضده، بعد استحالة الصلح، وكانت اولى جلسات محاكمته في هذه القضية المثيرة للجدل في يناير الماضي بالمحكمة الابتدائية بالرباط.

على عهد ادريس لشكر حدث انشقاق كبير داخل الاتحاد الاشتراكي، وغادره الكثير من المناضلين ، وهوى الحزب في الانتخابات التشريعية ولم يعد خطابه يقنع أحدا وتراجعت النقابة والشبيبة الاتحادية بشكل كبير بعدما كان لها دور في تأطير المواطنين على امتداد الوطن، وكانت جريدة الحزب تبيع عشرات الآلاف من النسخ يوميا لتهوي مبيعاتها إلى مستوى غير مسبوق .

يرى مناضلون داخل الاتحاد الاشتراكي أن الكثير من الأخطاء التي ارتكبها ادريس لشكر على رأس الاتحاد الاشتراكي، ساهمت بشكل كبير في تراجع إشعاع الحزب وطنيا، ويحتاج اليوم إلى مراجعة عميقة ونقد ذاتي حقيقي، يمكنه أن يضع اليد على الجرح للخروج من عنق الزجاجة.

 

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. نجم مود يقول

    من زمان والاتحاد الاشتراكي يعرف تشققات ثم تصدعات لان بناءه صار مغشوشا مما سيدي حتما ال انهياره اذا لم يُعد بناته بأفكار وعضلات الشباب المناضل الصاعد ويمكن القول ان من اسباب انهياره ان المتمسكين ببنائه شيوخ ترهلوا في كل شيء عمرا وافكارا وحتى جسمانيا .وسيستمرون إلى أن يتقاعدوا بسقف الحياة .ما شاء الله ولا حول ولاقوة إلا بالله