يتابع المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين بقلق شديد منذ مدة ما تعيشه من توثر واضطراب في السير العادي للدراسة و البحث والتكوين، بسبب الإضراب الذي يخوضه طلاب هاته المؤسسات منذ ما يقارب العشر أسابيع دفاعا عن ملفهم المطلبي والمتضمن في البلاغات والتصريحات الصادرة عن ممثليهم.
وسجل المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، في بلاغ توصلت "بلبريس" بنسخة منه، بأسف ما تعيشه هاته المؤسسات من أوضاع تؤثر سلبا على عمليات التعليم و التكوين و البحث بسبب ارتجالية قرارات الحكومة السابقة والمتمثلة أساسا في عدم الإعداد الجيد للزيادة في أعداد الطلبة و الترخيص المتسرع لمجموعة من الكليات والجامعات الخاصة في غياب تام لاحترام ضوابط و شروط هذا الترخيص في بعضها .
واستحضر المرصد قلق الأساتذة و الآباء والأمهات والوسطاء خوفا على المسار الدراسي و التكويني لطلابهم ولأبنائهم بالكليات المذكورة، مؤكدا تفهمه قلق و عدم اطمئنان طلبة هاته المؤسسات منذ سنة 2015.
وأثار البلاغ انتباه المسؤولين لما يؤدي إليه عدم استقرار المنظومة الصحية على المشتغلين بها من أساتذة وموظفين وتقنيين وطلاب وعموم الشعب المغربي من جراء ما يرافق ذلك من تعثر واضطراب في التحصيل والتكوين و الخدمة العمومية والخاصة وهدر للزمن والإمكانات البشرية والمالية والمادية.
وسجل المرصد باعتزاز كبير الوساطات التي تمت بين " التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب" من جهة والفرق البرلمانية والنقابة الوطنية للتعليم العالي وجمعيات الأساتذة الأطباء والمنظمات المدنية وفاعلين تربويين من جهة أخرى من أجل إيجاد حلول متوافق عليها إنقاذا للسنة الدراسية والحد من التوثر والاضطراب الذي تعرفه هاته المؤسسات.
وأشاد البلاغ ذاته بالدور التربوي والعلمي الذي يقوم به أساتذة هاته المؤسسات وباستعدادهم المتجدد لبذل مجهودات أكثر لتدارك ما ضاع من زمن الدراسة و التكوين.
ودعا المرصد التنسيقية وقطاعي التعليم العالي و الصحة بصفة استعجالية إلى استئناف الحوار المسؤول والذي يستحضر المصالح الفضلى للوطن والمواطنين ويعيد الثقة بين كل المكونات، من أجل وضع حد للاحتقان الذي تعيشه هاته الكليات والمراكز الاستشفائية وذلك من خلال اتفاق مشترك واضح المساطر والآجال يضم كل نقاط الملف المطلبي حتى يعم الاستقرار والطمأنينة القطاع ومكوناته طلبة وأساتذة وموظفين وتقنيين و مرضى.
كما دعا المصدر ذاته قطاع التعليم العالي ومجالس المؤسسات إلى توفير كل ظروف استدراك الزمن الضائع والإعداد التربوي الجيد للامتحانات في أجواء بيداغوجية عادية، مناشدا طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان باستئناف الحياة الطلابية العادية بصفة استعجالية في الأقسام ومدرجات الدراسة والتداريب الاستشفائية.
ودعا الحكومة إلى فتح مرحلة جديدة في تدبير كل الملفات الاجتماعية بمقاربة تشاركية تنفيذا لمقتضيات الدستور و خصوصا ملفي الصحة والتعليم تقوم على الحوار الهادئ والرصين والثقة المتبادلة بين كل الأطراف في أفق إيجاد حلول معقولة ومتوافق بشأنها والإنهاء مع التدبير الارتجالي، مع الحرص على توفير كل الظروف المالية والمادية والبشرية لتأهيل وتكوين طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان ضمانا وتوفيرا لخدمات صحية جيدة في كل مناطق المغرب.