قفزة قياسية في واردات المغرب من القمح الروسي وسط تحولات السوق

في مؤشر لافت على تحوّلات سوق الحبوب، رفعت المملكة المغربية وارداتها من القمح الروسي بشكل غير مسبوق، مسجّلة زيادة وصلت إلى 2.7 مرة، وفق ما كشفته إلينا تيورينا، مديرة إدارة التحليل بالاتحاد الروسي للحبوب، في تصريحات لوكالة “إنترفاكس”.

وأوضحت المسؤولة الروسية أن صادرات بلادها من الحبوب تجاوزت، خلال الفترة ما بين 1 و20 من الشهر الجاري، سقف 3 ملايين و389 ألف طن، محققة ارتفاعًا سنويًا بنسبة 15 في المائة، ما يعكس دينامية متواصلة في الطلب الخارجي على الحبوب الروسية.

وتصدّرت تركيا قائمة كبار المستوردين، بعدما ضاعفت مشترياتها ثلاث مرات لتبلغ 556 ألف طن، مستفيدة من رفع الحظر عن استيراد القمح، فيما عززت مصر وارداتها بنسبة 7.9 في المائة لتصل إلى 481 ألف طن. أما إيران، فعادت بقوة إلى السوق محتلة المركز الثالث بـ191.7 ألف طن، بعد توقف الصادرات إليها خلال العام الماضي.

وفي السياق ذاته، سجّلت الصادرات الروسية نحو السودان ارتفاعًا بنسبة 15.7 في المائة لتصل إلى 140 ألف طن، بينما قفزت الشحنات المتجهة إلى سلطنة عُمان بـ3.8 مرات لتبلغ 137.5 ألف طن. كما ارتفعت الواردات المغربية بـ2.7 مرة، في حين استوردت الإمارات العربية المتحدة 67.5 ألف طن، بزيادة قدرها مرة ونصف مقارنة بالعام السابق.

وعلى مستوى الحبوب الأخرى، أشارت تيورينا إلى نشاط ملحوظ في شحنات الذرة والشعير خلال الأسبوع الثاني من دجنبر، رغم تسجيل تراجع إجمالي مقارنة بالسنة الماضية، إذ انخفضت صادرات الذرة بنسبة 20 في المائة لتستقر عند 189 ألف طن، مقابل ارتفاع صادرات الشعير بنسبة 8 في المائة مع شحن 138.6 ألف طن.

وأرجعت المسؤولة هذا التراجع في الذرة إلى تقلّص عدد الدول المستوردة إلى ثلاث فقط، مقابل سبع دول العام الماضي، مبرزة أن إيران تصدرت قائمة المستوردين رغم انخفاض الكميات بنسبة 24 في المائة. أما الشعير، فقد استوردته خمس دول، جاءت السعودية في مقدمتها بـ20 ألف طن، مسجلة زيادة قاربت ثلاثة أضعاف.

كما كشفت أن صادرات الحبوب والبقوليات الروسية انطلقت من 20 ميناء خلال العشرين يومًا الأولى من الشهر الجاري، مقابل 31 ميناء في الفترة نفسها من السنة الماضية، مع استمرار ميناء “نوفوروسيسك” في الصدارة رغم تراجع الشحن عبره بنسبة 8 في المائة، مقابل ارتفاع الشحنات عبر ميناء “روستوف” بنسبة 5 في المائة، وتضاعفها تقريبًا عبر ميناء “آزوف”.

وعلى صعيد الأسعار، أكدت تيورينا استقرار سعر القمح الروسي عند 228 دولارًا للطن، مقابل تراجع القمح الفرنسي بدولارين إلى 227 دولارًا، ما قد ينذر بتباطؤ محتمل في وتيرة الشحنات. كما انخفض سعر القمح من الدرجة الرابعة بنسبة 0.9 في المائة ليصل إلى 13.347 روبل للطن، أي ما يعادل 168.3 دولارًا بانخفاض قدره 4 في المائة بالدولار.

وختمت المتحدثة بتوقع بلوغ صادرات الحبوب الروسية مع نهاية الشهر الجاري نحو 5.2 ملايين طن، منها 4.7 ملايين طن من القمح، مقارنة بـ4.6 ملايين طن خلال دجنبر الماضي، مشيرة إلى أن روسيا صدّرت هذا الشهر عشرة أنواع فقط من الحبوب والبقوليات والزيوت، مقابل 24 نوعًا في الفترة نفسها من السنة الماضية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *