منتدى صحراوي ينشر فيديو لاحتفلات داخل المخيمات بقرار مجلس الأمن

شهدت مخيمات تندوف بالجزائر، توتراً غير مسبوق عقب صدور القرار الأخير لمجلس الأمن الدولي الذي مدّد ولاية بعثة المينورسو وجدد دعمه الصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل واقعي ودائم للنزاع الإقليمي حول الصحراء.

القرار الذي رحبت به الرباط واعتبرته انتصاراً للدبلوماسية المغربية ولمسار الشرعية الدولية، خلف ارتباكاً واضحاً في صفوف جبهة البوليساريو، التي سارعت إلى إعلان “انسحابها من العملية السياسية ومن أي مفاوضات أممية لا تراعي باقي المقترحات، وفرضت الجبهة   حالة استنفار قصوى داخل المخيمات”.

وفق ما أورده منتدى داعمي مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا بـ”فورساتين”، فإن “الساعات التي تلت صدور القرار شهدت فوضى عارمة وتخبطاً داخل مؤسسات الجبهة، حيث فرضت قيادتها حظر تجول شامل ومنعت السكان من التجمعات أو الاحتفال بمناسباتهم الاجتماعية المعتادة، في خطوة وُصفها المنتدى بأنها محاولة لاحتواء أي مظهر من مظاهر الفرح بالقرار الأممي”.

وأضاف المنتدى أن “عناصر الجبهة انتشرت في مختلف أرجاء المخيمات، لمنع أي تحرك جماهيري قد يُفسر كتعاطف مع أجواء الاحتفالات التي شهدتها الأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث خرج المواطنون في العيون والداخلة والسمارة وغيرها تعبيراً عن تأييدهم للقرار الأممي ولدعمهم المتواصل لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”.

من جهته، اعتبر المنتدى أن “خطاب البوليساريو عقب التصويت جاء مرتبكاً ومحمّلاً بنبرة انهزامية، بينما لجأت شخصيات موالية للجبهة إلى بث تسجيلات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لمحاولة رفع معنويات أنصارها داخل المخيمات، التي تعيش – وفق المصدر ذاته – أحلك لحظة في تاريخها السياسي”.

في المقابل، جاء الخطاب الملكي المغربي ليضفي بُعداً إنسانياً ودعوة للمصالحة، إذ جدد الملك محمد السادس دعوته لساكنة المخيمات إلى اغتنام الفرصة التاريخية التي يتيحها مشروع الحكم الذاتي للمّ الشمل في إطار مغرب موحد ومتضامن، مؤكداً أنه لا فرق بين مغربي يعيش في الصحراء أو آخر عاد اليوم من المخيمات.

المنتدى أشار كذلك إلى أن بعض سكان المخيمات عبّروا بشكل تلقائي عن فرحتهم بإطلاق الشهب النارية احتفاءً بالقرار الأممي، قبل أن تتدخل قوات الجبهة لتفريق الحشود ومنع الاحتفال، ما زاد من حدة التوتر الداخلي.

ويرى مراقبون أن انسحاب البوليساريو من المسار السياسي بعد قرار مجلس الأمن الأخير يعمّق عزلتها الدبلوماسية ويضع الجزائر، الداعم الرئيسي لها، وأحد الأطراف الأربعة لنزاع، أمام مسؤولية سياسية متزايدة تجاه انسداد أفق التسوية، وأنه في الوقت الذي يواصل فيه المغرب تعزيز حضوره الدولي ومراكمة الدعم لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها حلاً واقعياً وذا مصداقية، يبدو أن الجبهة تواجه واحدة من أصعب مراحلها منذ تأسيسها، وسط تراجع التأييد الخارجي وتنامي الأصوات المنتقدة داخل المخيمات نفسها”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *