احتضنت مدينة الداخلة ندوة دولية فكرية كبرى بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، تحت عنوان “المسيرة الخضراء.. ملحمة الوحدة ورهانات التنمية”، نظمها مجلس جهة الداخلة وادي الذهب بشراكة مع مركز منظورّات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية وموقع بلبريس.
حيث عرف اللقاء حضور نخبة من الباحثين والخبراء في القانون والعلاقات الدولية، إلى جانب مسؤولين مغاربة وأجانب، لتدارس التحولات القانونية والسياسية والدبلوماسية التي تعرفها قضية الصحراء المغربية في مرحلة دقيقة من مسارها الأممي.
د.حسن أوريد: المسيرة الخضراء فلسفة متجددة ومسيرة التنمية استمرارٌ لها
وفي تصريح له أوضح المفكر والمؤرخ والناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، حسن أوريد، أن المسيرة الخضراء حدث وطني مؤسس وفلسفة مغربية مستمرة تتجدد في مسيرة التنمية.
وقال أوريد إن “المغرب تعرّض عبر تاريخه الحديث لمحاولات التقسيم جراء الاستعمار، ما جعل تحقيق الوحدة الوطنية يتخذ مساراً طويلاً ومتأنياً، اعتمد على الدبلوماسية والحكمة بدل الصدام.”

وأضاف أن من بين المحطات الكبرى في هذا المسار “استكمال الوحدة الترابية باسترجاع الصحراء المغربية وعودتها إلى حضن الوطن الأم.”
وأوضح أن هناك اليوم “مسيرة أخرى رديفة للمسيرة الخضراء، هي مسيرة التنمية”، مؤكداً أن نجاحها رهين بأن “تكون الساكنة المحلية أول من يستفيد من ثمارها.”
وختم أوريد كلمته بالتأكيد على أنه “لا يمكن لأي جهة أن تحتكر الحديث باسم ساكنة الصحراء، فهؤلاء أبناء الوطن، ومن حقهم وواجبهم أن يسهموا في بنائه في إطار السيادة المغربية”، معتبراً أن “روح المسيرة تتجسد اليوم في الإيمان المشترك بالمصير الواحد، وفي الإصرار على بناء مغربٍ موحدٍ ومزدهر”.
عصام العروسي: المقاربة المغربية نموذج متفرد يجمع بين السياسي والتنموي
من جانبه، أكد الدكتور عصام العروسي، مدير مركز منظورّات للدراسات الجيوسياسية والاستراتيجية، أن الندوة نجحت في “جمع نخبة من الخبراء والدبلوماسيين ورجالات الدولة من داخل المغرب وخارجه، ما أتاح نقاشاً علمياً وسياسياً عميقاً حول التطورات التي قد يشهدها ملف الصحراء المغربية في مفترق طرق حاسم.”
وأوضح العروسي أن المقاربة المغربية “تطورت من معالجة سياسية إلى رؤية استراتيجية شاملة تمزج بين الحل السياسي والتنمية المندمجة، انسجاماً مع الفلسفة الملكية التي أرساها الراحل الحسن الثاني، وأعاد صياغتها جلالة الملك محمد السادس برؤية تنموية متوازنة.”
وأشار إلى أن ما تعرفه الأقاليم الجنوبية، وخاصة مدينة الداخلة، من تطور عمراني ومشاريع اقتصادية كبرى “يعكس نضج النموذج المغربي الذي يوظف التنمية كأداة للشرعية والسيادة.”
![]()
كما أكد أن النقاش الأكاديمي في الندوة “لامس قضايا حساسة ترتبط بالبعد السياسي والعسكري والدبلوماسي للقضية الوطنية، في ظل اقتراب صدور قرار أممي جديد حول الصحراء المغربية.”
وأضاف العروسي أن مداخلات الخبراء “تناولت بالتحليل الجوانب القانونية والتاريخية التي تؤكد سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، استناداً إلى الوثائق والمرجعيات الدولية، وإلى التحولات التي عرفها القانون الدولي تجاه قضايا الوحدة الترابية.”
وختم بالتأكيد على أن الدبلوماسية الملكية استطاعت أن “تعيد تموقع المغرب كقوة وازنة في محيطه الإفريقي والدولي، من خلال توظيف التنمية كركيزة للشرعية السياسية والوحدة الوطنية.”
وفي تصريح له أوضح المفكر والمؤرخ والناطق الرسمي السابق باسم القصر الملكي، حسن أوريد، أن المسيرة الخضراء حدث وطني مؤسس وفلسفة مغربية مستمرة تتجدد في مسيرة التنمية.
وقال أوريد إن “المغرب تعرّض عبر تاريخه الحديث لمحاولات التقسيم جراء الاستعمار، ما جعل تحقيق الوحدة الوطنية يتخذ مساراً طويلاً ومتأنياً، اعتمد على الدبلوماسية والحكمة بدل الصدام.”
وأضاف أن من بين المحطات الكبرى في هذا المسار “استكمال الوحدة الترابية باسترجاع الصحراء المغربية وعودتها إلى حضن الوطن الأم.”
وأوضح أن هناك اليوم “مسيرة أخرى رديفة للمسيرة الخضراء، هي مسيرة التنمية”، مؤكداً أن نجاحها رهين بأن “تكون الساكنة المحلية أول من يستفيد من ثمارها.”
وختم أوريد كلمته بالتأكيد على أنه “لا يمكن لأي جهة أن تحتكر الحديث باسم ساكنة الصحراء، فهؤلاء أبناء الوطن، ومن حقهم وواجبهم أن يسهموا في بنائه في إطار السيادة المغربية”، معتبراً أن “روح المسيرة تتجسد اليوم في الإيمان المشترك بالمصير الواحد، وفي الإصرار على بناء مغربٍ موحدٍ ومزدهر”.