ماذا تحقق لضحايا زلزال الحوز بعد عامين على مروره؟

تحل اليوم الذكرى الثانية للزلزال العنيف الذي ضرب إقليم الحوز والأطلس الكبير ليلة 8 شتنبر 2023، مخلّفًا أكثر من ثلاثة آلاف قتيل ودماراً واسعاً في القرى والجبال، فيما لا تزال معاناة جزء من السكان شاهدة على بطء الإعمار وتفاوت الدعم.

فاطمة أ.ح، أرملة خمسينية من جماعة أسني، تستيقظ يومياً أمام خيمتها البلاستيكية بعدما فقدت زوجها وأبناءها الثلاثة تحت أنقاض منزلها المنهار، وفي حديثها لـ”بلبريس” تقول: “الزلزال أخذ عائلتي في دقائق، لكن الإهمال يقتلني كل يوم وأنا أعيش وحدي تحت خيمة بلاستيكية”.

وتواصل فاطمة سرد قصتها بدموع متقطعة، مؤكدة أنها لم تحصل سوى على تعويض جزئي رغم أن منزلها انهار بالكامل، بينما استفادت أسر أخرى من دعم كلي، في مفارقة تصفها بـ“الظلم الفادح”، وتضيف: “الفاجعة آمنا بها وقبلنا بقضاء الله، لكن ما لم ولن أقبله هو الإقصاء الذي تعرضت له أنا وغيري من نساء الحوز”.

في المقابل يؤكد تقرير لجنة تقصّي الحقائق الجهوية، التابعة للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان وجود اختلالات كبيرة، إذ بيّن أن 16% من الأسر المتضررة لم تستفد من أي دعم، مقابل ما أعلنته اللجنة البين وزارية (2.7%). كما أشار إلى أن 79% من المنازل التي انهارت كلياً حصل أصحابها على 80 ألف درهم بدل 140 ألفًا، بسبب أخطاء في التصنيف، وأن الدعم الشهري البالغ 2,500 درهم لم يكن كافياً لتغطية تكاليف الإيجار أو إعادة البناء، خاصة مع غلاء مواد البناء.

لكن في المقابل، تردّ السلطات بلغة الأرقام، إذ أوضح حسن إيغيغي، منسق برنامج إعادة البناء، أن أشغال الترميم والبناء بلغت 91.33% بإقليم الحوز، بعد استكمال بناء نحو 24 ألف مسكن، مؤكداً أن جميع الخيام التي نصبت بعد الزلزال أُزيلت نهائياً.

وتوقع أن تصل نسبة التقدم إلى 96% خلال الشهرين المقبلين، مبرزاً أن الحالات المتبقية ترتبط بنزاعات بين الورثة أو بامتناع بعض المستفيدين عن الشروع في البناء رغم حصولهم على دفعات الدعم.

وأشار إيغيغي إلى أن عملية ما قبل البناء كانت معقدة بسبب التضاريس الوعرة وصعوبة الوصول إلى القرى الجبلية، ما تطلّب تعبئة آليات ومعدات ضخمة وموارد بشرية كبيرة، وأشاد بالتنسيق بين السلطات المحلية والمهندسين والمقاولين والجمعيات، الذي مكّن من إنجاز عمل وُصف بـ“الإيجابي للغاية”.

ويذكر أن زلزال الحوز وقع ليلة الجمعة 8 شتنبر 2023، على الساعة الحادية عشرة و11 دقيقة، وبلغت قوته 6.8 درجات على سلم ريشتر، وهو الأعنف الذي شهدته المملكة منذ قرن، حيث كان مركز الهزة بجماعة إغيل بإقليم الحوز، لكن تأثيرها امتد إلى عدة مدن كبرى من بينها مراكش وأكادير والدار البيضاء.

وخلف الزلزال أكثر من 3,000 وفاة وآلاف الجرحى، فضلاً عن انهيار عشرات الآلاف من المنازل خصوصاً في القرى الجبلية، مما جعل منه كارثة وطنية غير مسبوقة استدعت إطلاق برنامج استثنائي لإعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة بميزانية تفوق 120 مليار درهم.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *