360 مليون لشراء معدات قناة “الرياضية” (وثيقة)

قالت مصادر مهنية من داخل قناة الرياضية، وأخرى نقابية من داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (SNRT)، إن الصفقة التي فازت بها شركة BSS TRADING لتوريد وتشغيل معدات الصوت والصورة، رغم أهميتها على المستوى التقني، لا تكفي وحدها لانتشال القناة من أزمتها العميقة، ولا تمثل سوى حلقة صغيرة في سلسلة من الإشكالات البنيوية التي تعوق تطور الإعلام الرياضي العمومي في المغرب.

وبحسب المعطيات التي تم الإعلان عنها واطلعت عليها “بلبريس”، فإن شركة BSS TRADING تأهلت كالعرض الوحيد المقبول إدارياً وتقنياً، لتفوز بعقد تفوق قيمته 360 ألف دولار أمريكي، بعد عملية منافسة مفتوحة وصفتها SNRT بالشفافة والمطابقة للمعايير الدولية، إذ يهدف هذا العقد، بحسب الشركة، إلى تحديث المعدات التقنية للقناة الرياضية، وتوفير البنية اللازمة لتحسين جودة الإنتاجات الصوتية والبصرية.

لكن مصادر من داخل “الرياضية” شدّدت على أن المشكلة لا تكمن في العتاد، بل في غياب المشروع والرؤية، فحسب تعبير أحد المهنيين، “نحن نشتغل بمعدات لا بأس بها اليوم أيضاً، لكن الإنتاج يبقى ضعيفاً بسبب غياب التأطير، وغياب إرادة حقيقية لتطوير المحتوى”، مضيفا أن “معدات جديدة قد تساعد على حل بعض المشاكل التقنية، لكن دون تغيير العقليات وطرق العمل، ستظل النتائج محدودة”.

من جهتها، أكدت مصادر نقابية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أن الصفقة في حد ذاتها “إيجابية من حيث المبدأ”، لكنها تطرح تساؤلات حول الجدوى ما دامت لا تندرج ضمن رؤية شاملة لتأهيل القناة، لا فقط من حيث الوسائل، بل من حيث الكفاءات، والتكوين، والتحرير، وضبط معايير الجودة.

وترى هذه المصادر أن المغرب يخوض تحديات رياضية كبرى، من تنظيم كأس إفريقيا 2025، إلى استضافة جزء من كأس العالم 2030، وهو ما يتطلب، في رأيها، إعلاماً رياضياً قوياً ومواكباً لهذا التحول، على غرار ما يحدث في دول إفريقية وعربية أخرى. لكن “الرياضية”، تقول المصادر، “ما زالت تقدم صورة باهتة، وتغطيات دون المستوى، لا تعكس حجم الدينامية التي تعيشها الرياضة الوطنية”.

وبخصوص شركة BSS TRADING، أوضحت المصادر أنها شركة معروفة في المجال التقني، وسبق لها أن زوّدت مؤسسات إعلامية وطنية ودولية بمعدات متطورة، وأن دورها في الصفقة يقتصر على التوريد والتركيب والتشغيل، ضمن المهام المنصوص عليها في دفتر التحملات، وأن أي تقييم نهائي لنتائج الصفقة، لا يمكن أن يُبنى فقط على جودة المعدات، بل أيضاً على كيفية استخدامها، وعلى المشروع التحريري الذي يؤطرها.

وختمت المصادر بالتأكيد على أن “المغرب لا يفتقر إلى المعدات، بل إلى إعلام عمومي يتحرر من البيروقراطية والجمود”، معتبرة أن اللحظة الوطنية تفرض القفز إلى إعلام رياضي استباقي، محترف، وشجاع، يواكب الرهانات ويخاطب الجمهور بجودة ومصداقية، بدل الاكتفاء بترقيع الصورة بمعدات جديدة تُلقى في استوديوهات تفتقر إلى الروح.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *