لا تكاد جبهة البوليساريو وحاضنتها الجزائر تستفيقان من ضربة دبلوماسية في ملف الصحراء حتى تتلقيان ضربة أخرى أكثر قوة، وهو ما ترجمه دعم البرتغال لمقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية كأساس وحيد لحل النزاع المفتعل حول مغربية الصحراء.
ولم تجد الجبهة الإنفصالية من كلام لتخفي به من هول الصدمة سوى عودتها لأسطوانة مشروخة ظلت ترددها كلما اصطفت دولة جديدة إلى جانب كوكبة الداعمين لمغربية الصحراء، فعمدت الجبهة إلى محاولة استمالة البرتغال التي اتخذت قرارا سياديا، بدعوتها إلى “الانحياز للشرعية والدفاع عن حقوق الإنسان بما فيها حق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال” .
البيان الذي نشرته وكالة الأنباء التابعة للجبهة الإنفصالية جاء مقتضبا ولم يتعد 3 فقرات، وهو ما فسره مراقبون على أنه يعبر عن ارتباك وانكماش للطرح الإنفصالي، خاصة في ظل توالي الضربات الدبلوماسية التي توجهها المملكة للبوليساريو وحاضنتها الجزائر في هذا الملف.
وبدت جبهة الانفصال مرتبكة من خلال عبارات حاولت فيها استرجاع ذاكرة أكل عليها التاريخ، ومحاولة التدخل في قرار سيادي يهم البرتغال في علاقاتها الخارجية مع بلد مثل المغرب تربطه بها علاقات تاريخية.
يأتي هذا بعدما عبرت الجمهورية البرتغالية عن “دعمها الكامل لمبادرة الحكم الذاتي، باعتبارها الأساس البناء والأكثر جدية ومصداقية من أجل تسوية هذا النزاع””، وفق ما جاء في الإعلان المشترك الذي اعتمده وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الدولة وزير الشؤون الخارجية البرتغالي، باولو رانجيل، عقب لقائهما يوم الثلاثاء 22 يوليوز الجاري، بلشبونة.
وجاء في الإعلان المشترك أن البرتغال تدرك أهمية هذه القضية بالنسبة للمغرب، وكذا الجهود الجادة وذات المصداقية التي تبذلها المملكة في إطار الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل، ودائم، ومقبول من لدن الأطراف.
