الطائرات تُحلّق جنوباً...المغرب يجهض زحف الجراد قبل أن يبدأ

شرعت السلطات المغربية في تنفيذ خطة استباقية واسعة النطاق لمواجهة تهديد الجراد الصحراوي، خاصة بعد ظهور مؤشرات لتكاثره في المناطق الجنوبية الشرقية للمملكة، وذلك في وقت تشهد فيه دول شمال إفريقيا موجة اجتياح جديدة منذ مارس 2025، طالت الجزائر وتونس وليبيا وتشاد.

 

وأكد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، في رد كتابي على سؤال برلماني، أن عمليات الرصد والمراقبة الميدانية بدأت منذ منتصف مارس في مناطق وادي درعة وتافيلالت، حيث تم رصد مجموعات متفرقة من الجراد اليافع والمجنّح خصوصًا بأقاليم زاكورة وطاطا والراشيدية.

 

وبتنسيق بين المركز الوطني لمكافحة الجراد وعدد من المصالح المتدخلة، نُفذت عمليات رش مكثفة شملت إلى نهاية ماي أزيد من 12.500 هكتار، منها 7.900 عبر الطائرات و4.700 عبر معدات يدوية ومحمولة. توزعت هذه التدخلات على 5.300 هكتار بزاكورة، و5.616 بطاطا، و1.584 بالراشيدية.

وأوضح الوزير أن هذه الإجراءات الاستباقية حالت دون تسجيل أي خسائر في المحاصيل الزراعية، خصوصًا الحبوب في وادي درعة وجنوب تافيلالت، مشددًا على أن كل عمليات الرش تتم بحضور ممثلي السلطات والدرك، مع إشعار السكان ومربي النحل والماشية مسبقًا.

 

وتتوفر المملكة، وفق نفس المصدر، على أسطول تقني ميداني يضم 212 مركبة و546 آلة رش، إلى جانب 6 طائرات TURBO TRUSH تمركزت في المناطق المستهدفة، بتأطير تقني من القوات المسلحة والدرك الملكي.

 

وفي إطار الاستعداد للموسم المقبل، يواصل المركز الوطني لمكافحة الجراد عمليات التكوين وتحديث المعدات، كما يتم تعزيز المخزون الاستراتيجي من المبيدات تحسبًا لأي طارئ.

 

ورغم أن الوزارة تتوقع تحرك الأسراب نحو الساحل بسبب الجفاف وارتفاع الحرارة، إلا أن المراقبة ستتواصل باحتراز، خاصة مع استمرار التنسيق الإقليمي، كما حدث خلال الورشة المنعقدة في تونس بشراكة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO، بهدف إرساء خطة مواجهة موحدة بين بلدان شمال إفريقيا.