من خريبكة إلى تيزرت.. المغرب يتربع على عرش التعدين الأفريقي بفضل 5 مناجم عملاقة

كشف تقرير صادر عن منصة الطاقة المتخصصة ومقرها واشنطن عن أبرز خمسة مناجم في المغرب، مشيراً إلى أنها تمثل واجهة للثروات المعدنية المتنوعة التي تعتمد عليها المملكة كركيزة أساسية لاقتصادها الوطني. وأبرز التقرير المكانة العالمية للمغرب في قطاع التعدين، مدعوماً بمناجم الفوسفات التي تتصدر المشهد بفضل إنتاجها الضخم وتقنياتها المتطورة.

وأشارت البيانات المقدمة إلى أن المغرب يمتلك 22 منجماً ومشروعاً تعدينياً للنحاس، بالإضافة إلى 14 موقعاً لإنتاج الفضة بحلول عام 2022. ويعتمد القطاع بشكل كبير على استثمارات كبرى من قبل مؤسسات وطنية مثل المكتب الشريف للفوسفاط ومجموعة مناجم، مما يسهم بشكل مباشر في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص العمل. كما تسعى الحكومة والقطاع الخاص إلى تعزيز الاستدامة البيئية عبر تبني تقنيات حديثة تقلل من الأثر البيئي وتدعم الرقمنة في عمليات الإنتاج.

ويحتل منجم خريبكة مكانة استثنائية ضمن القائمة، حيث يُعتبر أكبر حوض للفوسفات في المغرب، مساهماً بنحو 70% من إنتاج مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط. ويمتد تاريخ المنجم إلى عام 1921، عندما شهد أول عملية استخراج للفوسفات، كما يتميز ببنية تحتية متطورة تشمل أطول خط أنابيب يعمل بالجاذبية في العالم، مما يقلل من تكاليف النقل ويحقق كفاءة في استخدام المياه.

ويبرز مجمع الكنتور، الذي يضم منجمي ابن جرير واليوسفية، كواحد من أكبر مواقع إنتاج الفوسفات عالمياً، حيث يشكلان معاً 37% من إجمالي الاحتياطي المغربي. ويعتمد منجم ابن جرير، الذي بدأ تشغيله بين عامي 1979 و1980، على تقنيات متقدمة مثل التعويم العكسي، بينما يُعد منجم اليوسفية، الذي يعود تاريخه إلى عام 1931، ثاني أقدم منجم للفوسفات في البلاد.

وفي جنوب ورزازات، يقع منجم بوعازر، الذي يُعد مصدراً رئيسياً للكوبالت النقي، وهو معدن أساسي في صناعة البطاريات. وتتعاون شركة مناجم، المشغلة للموقع، مع شركات عالمية مثل بي إم دبليو لتلبية الطلب المتزايد، رغم التحديات البيئية التي واجهتها. أما منجم إميضر في إقليم تنغير، فيُعتبر أحد أقدم المناجم في المغرب، حيث ينتج كميات كبيرة من الفضة الخالصة، مما يجعله من أكبر المنتجين في أفريقيا.

ويستعد منجم تيزرت في إقليم تارودانت ليكون أحد أكبر مشاريع النحاس في المنطقة، حيث من المتوقع أن يصل إنتاجه إلى 3.6 مليون طن سنوياً عند تشغيله بكامل طاقته. وتخطط شركة مناجم لتحويله إلى أول منجم نحاس رقمي بالكامل في المنطقة، بالتعاون مع شركة إيبيروك لتعزيز الكفاءة والأمان عبر التقنيات الحديثة.

ويؤكد التقرير أن هذه المناجم الخمسة تعكس تنوع الثروات المعدنية في المغرب وقدرته التنافسية في السوق العالمية. كما تلعب دوراً محورياً في توفير فرص العمل، ودعم البحث العلمي، وتعزيز مكانة المملكة كفاعل رئيسي في الاقتصاد العالمي، خاصة مع التوجه نحو تبني تقنيات صديقة للبيئة واستثمارات مستدامة في البنية التحتية التعدينية.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *