مرة أخرى، تتجلى الثقة المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد الساد، وهذه المرة في شخص عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، كتتويج مستحق لمسار إداري متألق طبعته الجدية والصرامة والنجاعة في تدبير الشأن العام.
لم يكن هذا التثبيت تكريماً عابراً أو قراراً ظرفياً، بل ثمرة مباشرة لسنوات من العمل الميداني المثابر، حيث قاد بكرات تحولات نوعية على مستوى الجهة، واضعاً نصب عينيه أولويات الأمن، والاستقرار، والتنمية المندمجة.
نهضة تنموية محكمة الإيقاع
في عهد بكرات، شهدت مدينة العيون دينامية غير مسبوقة، تجسدت في إطلاق سلسلة من الأوراش الكبرى التي لم تكن مجرد مشاريع ظرفية، بل محطات مهيكلة تمضي وفق تخطيط محكم ومراقبة صارمة. وقد ساهم ذلك في تنزيل مضامين النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، بما يعزز من جاذبية الجهة ويدعم مكانتها كمركز استراتيجي في الصحراء المغربية.
تنسيق إداري وتكامل مؤسساتي
أبرز ما يميز أسلوب بكرات في التدبير هو حرصه على خلق تناغم مؤسساتي بين مختلف المصالح الخارجية، حيث أرسى ثقافة التنسيق الفعّال، موجهاً رؤساء المصالح نحو انخراط فعلي في تنفيذ السياسات العمومية والمشاريع التنموية، بعيداً عن منطق العزلة الإدارية أو التردد البيروقراطي.
قرب من المواطن وصرامة في الممارسة
وبحسب متابعين للشأن المحلي، فإن عبد السلام بكرات يختلف عن عدد من أسلافه بفضل إدراكه العميق لخصوصية المجتمع الصحراوي. فهو حاضر باستمرار في الميدان، يقف بنفسه على تفاصيل المشاريع، ويتعامل مع الجميع بميزان الإنصاف والتجرد، ما أكسبه احتراماً واسعاً بين مختلف الفاعلين السياسيين والمدنيين.
كما يُعرف الوالي بصرامته الإدارية وعدم تساهله مع كل مظاهر التقصير أو التراخي، إذ يعمل على ترسيخ ثقافة الالتزام والشفافية داخل الإدارة الترابية، مع الحفاظ على توازن دقيق بين الحزم والليونة.
رجل دولة بامتياز
عبد السلام بكرات ليس فقط رجل إدارة، بل صورة ناصعة لرجل دولة حقيقي: صارم حين تستدعي الضرورة، وإنساني حين يتطلب الموقف ذلك. استطاع أن يكرّس نموذجاً في التدبير الترابي يرتكز على القرب من المواطن، وخدمة الصالح العام بروح وطنية عالية، ما جعله رمزاً للمسؤول الترابي الكفء والمخلص لقضايا الوطن.
انه تتويج مستحق لرجل سلطة مواطن استطاع من جعل جهة العيون الساقية الحمراء نموذجا للحكامة الجيدة وللتدبير الراشد .