قال عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري، الشاوي بلعسال، في كلمة ألقاها بالنيابة عن الأمين العام للحزب خلال ندوة وطنية حول قضية الصحراء المغربية بمجلس المستشارين، إن القضية الوطنية تظل أولوية الأولويات للمغاربة، مؤكدًا أنها مسألة وجودية وليست حدودية كما ورد في خطب صاحب الجلالة الملك. وأضاف أن الإجماع الوطني حول الوحدة الترابية يبرز وحدة الصف وغياب أي مزايدات بين مكونات الشعب المغربي في الدفاع عن مغربية الصحراء.
وتابع الشاوي بلعسال، أن التطورات الأخيرة على الصعيدين الوطني والدولي تشكل دينامية إيجابية تعزز موقف المغرب، مشيرًا إلى الجهود الدبلوماسية الملكية التي تقودها البلاد بكل حزم وجدية. وأردف أن هذه الجهود توجت بحصول المغرب على اعترافات متتالية بمشروعية مطالبه، خاصة فيما يتعلق بمقترح الحكم الذاتي كحل واقعي وحيد للنزاع.
واسترسل المتحدث ذكره بأن النتائج التنموية في الأقاليم الجنوبية تشكل دليلاً ملموسًا على جدية النموذج المغربي، حيث تم تحقيق إنجازات كبيرة في البنى التحتية والاستثمارات الاقتصادية، مما جعل المنطقة قطبًا جاذبًا للاستثمارات ومثالًا للأمن والاستقرار. وأضاف أن هذه المكتسبات تعزز الموقف التفاوضي للمغرب، خاصة مع تزايد الدعم الدولي لمقترح الحكم الذاتي من قبل دول كبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وألمانيا.
وتطرق بلعسال إلى المبادرات الملكية الإستراتيجية التي تخدم القارة الإفريقية، مثل مشروع أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب، والمبادرة الأطلسية الرامية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة. وأكد أن هذه المشاريع ليست مجرد خطابات، بل خطوات عملية تعكس التزام المغرب بدعم التنمية المستدامة في إفريقيا.
وختم كلمته بالتأكيد على موقف حزب الاتحاد الدستوري الثابت من قضية الوحدة الترابية، مشيرًا إلى أن الحزب يظل منخرطًا في كل المبادرات الدبلوماسية والترافعية للدفاع عن مغربية الصحراء. وأعرب عن تفاؤله بحل قريب لهذا الملف، معتبرًا أن المناخ الدولي الحالي يمثل فرصة تاريخية لطي صفحة النزاع لصالح مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.