ميليشيات البوليساريو: أدوات انفصالية في خدمة إيران ونظام الأسد المخلوع
كشفت وثائق مسربة حديثة النقاب عن الدور المشبوه لجبهة البوليساريو الانفصالية في دعم النظام السوري البائد، ضمن شبكة إيرانية معقدة تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة. فبعد سقوط نظام بشار الأسد نهاية 2024، خرجت إلى العلن أدلة دامغة تثبت تورط هذه الجماعة في جرائم الحرب السورية، حيث تم تدريب مقاتليها على يد قوات إيرانية قبل إرسالهم إلى سوريا للقتال إلى جانب قوات الأسد.
تقارير صحفية دولية، أبرزها تحقيق لصحيفة "واشنطن بوست"، أكدت أن المئات من عناصر البوليساريو يقبعون الآن في سجون السلطات السورية الجديدة، بعد أن تم كشف شبكتهم الأمنية والعسكرية التي كانت تعمل بتنسيق كامل مع طهران ودمشق. هذه ليست المرة الأولى التي تثبت فيها هذه الجماعة الانفصالية تورطها في تحالفات مريبة، بدءاً من ارتباطها التاريخي بالجزائر، ووصولاً إلى تحولها إلى أداة طيعة في يد إيران لتنفيذ أجندتها التخريبية.
الوثيقة الأكثر إثارة، والتي تعود إلى عام 2012، تكشف عن اتفاق سري بين نظام الأسد وجبهة البوليساريو والجزائر لتدريب 120 مقاتلاً صحراوياً وإرسالهم إلى سوريا. كما تشير إلى اجتماعات عقدت في مخيمات تندوف تحت رعاية الجزائر، وزيارات لمسؤولين من البوليساريو إلى بيروت للقاء قادة حزب الله، ما يؤكد أن هذه الجماعة الانفصالية لم تكن سوى حلقة في سلسلة الفوضى التي أشعلتها إيران وحلفاؤها.
رغم محاولات البوليساريو اليائسة لنفي هذه الحقائق، ووصفها للاتهامات بـ"المهينة"، فإن الأدلة المتوفرة لا تترك مجالاً للشك في أن قادتها تحولوا إلى مرتزقة في خدمة أنظمة دموية. فبعد اتهام المغرب لإيران عام 2018 بتقديم دعم عسكري للبوليساريو عبر حزب الله، ها هي الحقائق تثبت مرة أخرى أن هذه الجماعة لا تمثل الصحراويين، بل هي أداة في أيدي أعداء المنطقة.
في واشنطن، بدأت أصوات قوية تطالب بإدراج البوليساريو على قائمة المنظمات الإرهابية، حيث وصفها النائب الجمهوري جو ويلسون بأنها "ذراع لإيران في المنطقة". أما الوزير البريطاني السابق ليام فوكس، فقد ذهب إلى أبعد من ذلك، مؤكداً أن البوليساريو أصبحت "وكيلاً لإرهاب طهران". هذه التصريحات تأتي في سياق الضغوط المتزايدة لكشف حقيقة هذه الجماعة التي لم تقدم يوماً أي مشروع سياسي حقيقي، واكتفت بدور التخريب والانفصال.
اليوم، وبعد أن سقط القناع، لم يعد أمام المجتمع الدولي إلا الاعتراف بحقيقة هذه الجماعة الانفصالية: أدوات في يد أنظمة دموية، تمولها إيران، وتدربها الجزائر، وتستخدمها لزعزعة الاستقرار. فهل آن الأوان لوضع حد لهذه المسرحية الهزيلة، وكشف كل من يقف وراءها؟