ينعقد المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية اليون السبت وسط أجواء مشوبة بالترقب والحذر، خصوصًا بشأن الشخصية التي ستقود الحزب في المرحلة المقبلة، في ظل الغياب الاختياري لعدد من القيادات والوجوه البارزة التي اختارت التعبير عن احتجاجها بالمقاطعة.
غيابات بارزة
تشهد هذه المحطة المهمة غياب شخصيات وازنة، في مقدمتها الأمين العام السابق للحزب ورئيس الحكومة الأسبق سعد الدين العثماني، الذي فضّل المشاركة في مؤتمر علمي حول السيرة النبوية في باكستان على حضور مؤتمر الحزب. كما يغيب عن أشغال المؤتمر كل من عزيز الرباح، والمصطفى الرميد الذي سبق أن قدم استقالته النهائية من الحزب، ونجيب بوليف الذي كان قد عبر عن رفضه لطريقة تدبير الهيئات الحزبية.
وتُفسَّر هذه الغيابات بأنها رسالة احتجاج واضحة على المسار الذي انتهجه الحزب خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد الانتقادات الشديدة التي وُجهت لبعض القيادات حول قرارات سياسية مصيرية.
طيف بنكيران
في مقابل هذه الغيابات، يظل عبد الإله بنكيران حاضرًا بقوة برمزيته وتأثيره الكبير داخل الحزب، حيث يلتف حوله عدد من المؤتمرين الذين يدعمون استمراره في القيادة، فيما تفضل غالبية أخرى الدعوة إلى تجديد الدماء، لكنها تتحفظ عن إعلان موقفها بشكل صريح، إما تقديرًا للرجل أو خشية من ردود فعله المعهودة.
وتبرز دعوات صريحة داخل الحزب للتأكيد على أن قوة التنظيم لا تختصر في شخص بعينه، وأن المرحلة تقتضي فتح المجال لقيادات جديدة تقود عملية الإصلاح الداخلي.
الكلمة الفصل
تتجه الأنظار خلال المؤتمر الوطني التاسع إلى عبد الإله بنكيران، الذي سيكون عليه حسم موقفه بشأن الاستمرار أو التنحي عن الأمانة العامة. ويأمل عدد كبير من أعضاء الحزب أن يعلن عن عدم ترشحه لولاية جديدة، تجنبًا لأي تداعيات داخلية قد تعمق الانقسام، مع طرح أسماء تحظى بثقة قواعد الحزب مثل إدريس الأزمي الإدريسي، عبد الله بووانو، وعبد العزيز العماري كخيارات مطروحة لقيادة المرحلة المقبلة.