كشفت تحقيقات صحفية دولية حديثة عن تحالف خطير بين النظام الإيراني وجبهة البوليساريو الانفصالية، في إطار استراتيجية طهران الرامية إلى تصدير الفوضى وتعطيل الاستقرار في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريراً مفصلاً يكشف كيف تحاول إيران تعويض خسائرها الناجمة عن انهيار نفوذها في سوريا، عبر دعم جماعات متطرفة، بما في ذلك ميليشيات البوليساريو المدعومة من الجزائر.
وأكد التقرير أن طهران، بعد تراجع نفوذها في سوريا بسبب العمليات العسكرية التي تقودها القوات الحكومية الجديدة، لجأت إلى خطة بديلة تقوم على دعم جماعات إرهابية وتنظيمات انفصالية لزعزعة الأمن الإقليمي. ومن بين هذه الجماعات، جبهة البوليساريو، التي تتلقى دعماً إيرانياً عبر شبكات التهريب والتمويل والتدريب العسكري. وقد تم رصد العشرات من عناصر البوليساريو في سوريا، حيث يتلقون تدريبات من حزب الله والميليشيات الإيرانية قبل إعادتهم إلى مخيمات تندوف في الجزائر.
ولم تكن واشنطن بوست أول من كشف هذا التحالف المشبوه، ففي نوفمبر 2023، نشرت صحيفة “دي فيلت” الألمانية تحقيقاً مفصلاً أظهر تورط إيران في تدريب وتسليح عناصر البوليساريو عبر سفارتها في الجزائر. وكشفت التسجيلات التي حصلت عليها الصحيفة أن طهران تستغل شبكة من الحوالات المالية بين إسبانيا ومخيمات تندوف لتمويل هذه الجماعة الانفصالية، في محاولة لزعزعة استقرار المغرب وتوسيع النفوذ الإيراني في المنطقة.
وتأتي هذه التحقيقات لتؤكد ما كشفته السلطات المغربية سابقاً حول تورط دبلوماسيين إيرانيين في الجزائر في دعم البوليساريو، وهو ما دفع المملكة إلى قطع علاقاتها مع طهران. كما أن التقارير الاستخباراتية الغربية تشير إلى أن إيران تستخدم البوليساريو كأداة لضرب المصالح الغربية في المنطقة، في إطار حربها بالوكالة ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
هذا التحالف الخطير بين نظام الملالي وجبهة البوليساريو يكشف مرة أخرى الطبيعة التخريبية للنظام الإيراني، الذي لا يتورع عن دعم أي جماعة إرهابية أو انفصالية لتحقيق أجندته المظلمة. فبعد فشله في الحفاظ على نفوذه في سوريا والعراق، يعمل الآن على تصدير الفوضى إلى شمال إفريقيا عبر ميليشيات البوليساريو، مما يستدعي يقظة المجتمع الدولي لمواجهة هذا الخطر الداهم.