بلاغ وزارة خارجية الجزائر حول زيارة الوزيرة الفرنسية للصحراء تأكيد للعُقَد الجزائرية تجاه المغرب
لم يكن مستغربًا أن تثير زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي للصحراء المغربية سعار الدبلوماسية الجزائرية، لكن ردة الفعل الهستيرية التي تجسدت في بيان وزارة الخارجية الجزائرية، تجاوزت حدود اللياقة الدبلوماسية،وكشفت عن حالة من العقد تنتاب النظام الجزائري كلما تعلق الأمر بالصحراء المغربية ،وفضح هوس صراع السياسة الجزائرية اتجاه المغرب.
بيان وزارة الشؤون الجزائرية الذي وصفته مصادر مطلعة بـ"الشارد والبعيد عن الأعراف الدبلوماسية"، لم يكتفِ بالشجب والإدانة، بل تجرأ على اتهام فرنسا بـ"الاستخفاف بالشرعية الدولية" و"ترسيخ الأمر الواقع المغربي في الصحراء"، وكأن الجزائر تملك مفاتيح الصحراء وتمنح صكوك السيادة. في وقت تناسى أو تناسوا فيه المتحكمون في المرادية أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها.
وما الهيجان الدبلوماسي، والاحتفالات الهستيرية التي صدرت عن الوفد الجزائري داخل مقر الاتحاد الافريقي فوز المرشحة الجزائرية مليكة حدادي بمنصب نائب رئيس المفوضية الإفريقية،الا انعكاسا للعقد المرضية التي يعاني منها النظام الجزائري اتجاه المغرب، ومحاولة إلهاء الشعب الجزائري بقضايا لا تهمه لتصريف الأزمات الداخلية .
شكل ومضمون بلاغ وزارة الخارجية الجزائرية حول زيارة الوزيرة الفرنسية داتي للصحراء المغربية يذكرنا بالمشهد الهستيري عقب فوز مرشحته بمنصب نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وكأن الأمر يتعلق بانتصار شخصي على المغرب، وليس مجرد تنافس انتخابي حول نائب المفوضية لمؤسسة قارية ، هذا السلوك وبيان وزارة الخارجية اليوم يكشفان أبعادًا سياسية ونفسية أعمق، ترتبط بعلاقة النظام الجزائري بالمؤسسات القارية والدولية وهوسها المرضي المستدام بالصراع مع المغرب،
بلاغ وزارة الخارجية الجزائري اليوم حول زيارة الوزيرة الفرنسية رشيدة داتي للاقاليم الجنوبية هو محاولة هروب من الهزائم المتكررة للنظام الجزائري في ملف الصحراء المغربية الذي حسم بعد اعتراف الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا واسبانيا وباقي الدول العظمى ، لذلك فبدل تركيز النظام العسكري على تطلعات الشعب الجزائري وانتظاراته، يفضل هذا النظام التركيز على قضايا كيان وهمي أهلك ميزانية الدولة الجزائرية ،وأوقف تنميتها.
بيان وزارة الخارجية الجزائري اليوم ، يؤكد تيه النظام الجزائري وصبيانية الدبلوماسية الجزائرية ومسؤولياتها في عدم إيجاد حل للصحراويين المحتجزين بتندوف، وعرقلة أي تسوية ممكنة لملف مغربية الصحراء.
لذلك ، نقول ، غريب ومضحك ومثير للاستغراب هو بلاغ الخارجية الجزائرية، لكن مثل هذه السلوكات الشاذة من طرف النظام الجزائري اعتادها المغرب في مثل هذه المناسبات، لذلك لم يكن مفاجئًا للرباط، بل كان مجرد تأكيد إضافي على أن الجزائر لن تترك أي فرصة لإثارة الفتنة والتحريض على المغرب، مهما كلفها ذلك من ثمن،
- واما اذا اراد ان يصبح فاعلا حقيقيًا بشمال افريقيا وبالقارة الإفريقية،فما عليه الا التحرر من عقدة المغرب، وأن يقنع ان زمن الزعامات الوهمية قد ولى ، وبأن قوة الدول اليوم تُقاس بمدى تحقيق الديمقراطية والتنمية والامن لشعوبها ، ولا يقاس بمدى الاستمرار في صراعات عقيمة لا تخدم احدا، لكون نبل وقوة العلاقات الدولية هي خدمة تطلعات الشعوب وليس خدمة العقائد العقيمة الحكام..
وهذا نص بيان وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية