تقرير يكشف عن تزايد الاحتيال الرقمي والهجمات السيبرانية في المغرب
أظهر تقرير صادر عن شركة "جروب-آي بي"، الرائدة عالميًا في مكافحة الجرائم الإلكترونية، زيادة ملحوظة في الأنشطة الاحتيالية والتهديدات الرقمية التي تستهدف الأفراد والشركات في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، بما في ذلك المغرب. يسلط التقرير الضوء على انتشار الاحتيال الرقمي باستخدام تقنيات متطورة وأساليب خادعة، مما جعل المغرب أحد الدول المستهدفة في المنطقة.
وفقًا للتقرير، يُعتبر المغرب من الدول التي شهدت زيادة في الاحتيال الوظيفي، حيث يتم استدراج الباحثين عن عمل بعروض توظيف وهمية عبر الإنترنت. ويمثل المغرب 4% من إجمالي صفحات الاحتيال الوظيفي المنتشرة في المنطقة، حيث تُعد هذه العمليات وسيلة للاحتياج على الباحثين عن عمل عبر عروض توظيف مزيفة تدّعي أنها من شركات مرموقة.
ويوضح التقرير أن المحتالين يطلبون من المتقدمين تقديم بيانات شخصية مثل أرقام الهواتف والعناوين وحتى الحسابات البنكية، التي يتم استخدامها بشكل غير قانوني. وتعتبر هذه العمليات جزءًا من ظاهرة أوسع في المنطقة، حيث سجلت مصر النسبة الأكبر من الاحتيال الوظيفي بنسبة 48%، تليها السعودية بنسبة 23%، والجزائر بنسبة 16%.
إضافة إلى ذلك، يعاني المغرب من زيادة في هجمات التصيد الاحتيالي التي تستهدف العملاء عبر مواقع إلكترونية مزيفة تدّعي أنها تابعة لبنوك وشركات تجارية. يسرق المحتالون بيانات حساسة مثل كلمات المرور والمعلومات المصرفية من خلال هذه المواقع، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الأفراد والمؤسسات المالية. واستهدفت هذه الهجمات أكثر من 28 علامة تجارية مصرفية في المنطقة، حيث تُعتبر البنوك وقطاعات التوصيل من أكثر القطاعات عرضة لهذا النوع من الاحتيال.
من بين الحيل التي سلط التقرير الضوء عليها هي عمليات "الاحتيال التقليدي" (Classiscam)، التي تشمل استخدام روبوتات مبرمجة عبر تطبيقات مثل تلغرام لاستهداف المستخدمين في القطاعات المالية وخدمات التوصيل. وأكد التقرير أن المغرب جزء من شبكة أكبر تضم 13 دولة، حيث تُستخدم هذه العمليات لجمع الأموال عبر الاحتيال على الأفراد والشركات.
ولمواجهة هذه المخاطر، شددت "جروب-آي بي" على ضرورة اتخاذ تدابير وقائية، بما في ذلك توعية الأفراد حول أساليب الاحتيال الرقمي، وتحديث التشريعات المحلية لتعزيز الأمان السيبراني. وأوصت الشركة بتوفير أدوات حماية متقدمة للشركات لمساعدتها في التصدي لهذه التهديدات. كما أكدت على أهمية بناء شراكات قوية بين الحكومات والمؤسسات لضمان استجابة سريعة وفعالة للهجمات الرقمية.
منذ تأسيسها، تواصل "جروب-آي بي" لعب دور ريادي في مكافحة الجرائم الإلكترونية في المنطقة، حيث تدير الشركة مركزًا لمقاومة الجرائم الرقمية في دبي، وتستخدم فرقًا متخصصة وأدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمراقبة التهديدات وإزالتها. كما تعمل الشركة بشكل وثيق مع المؤسسات المحلية والدولية لتعزيز الحماية الرقمية ومساعدة الدول في حماية بنيتها التحتية الإلكترونية.
أبرز التقرير أن التهديدات الرقمية في المغرب والمنطقة بشكل عام أصبحت أكثر تطورًا وتعقيدًا، ما يستدعي استجابة فورية وشاملة من جميع الأطراف المعنية، وذلك في ظل التحول الرقمي السريع. يظل تعزيز الأمان السيبراني أولوية قصوى لضمان حماية الأفراد والشركات من مخاطر الجرائم الإلكترونية.