التوتر بين المغرب والجزائر: فرنسا وإسبانيا بين معادلة الصحراء المغربية وضبط التوازن
ورد في تقرير صادر عن مجموعة الأزمات الدولية "Crisis Group" بخصوص العلاقات بين المغرب والجزائر أن "نهج ضبط النفس حال دون اندلاع نزاع عسكري بين البلدين خلال السنوات الأخيرة".
وأشار التقرير إلى أن "مساندة فرنسا وإسبانيا لموقف المغرب بشأن قضية الصحراء ساهمت في عزل الجزائر، على الرغم من محاولات الدولتين الأوروبيتين الحفاظ على توازن العلاقات
وأوضح التقرير، الذي صدر يوم أمس الجمعة تحت عنوان "إدارة التوتر بين المغرب والجزائر"، أن خطر نشوب مواجهة عسكرية بين الجانبين "لا يزال قائماً". وأرجع ذلك إلى عوامل مثل "تحركات جبهة البوليساريو الاستفزازية، سباق التسلح، والمخاطر المحتملة الناتجة عن تغير العلاقات الدولية في ظل صعود ترامب وتأثير الولايات المتحدة
وأضاف التقرير أن "الدول الأوروبية مطالبة بتشجيع مصدري الأسلحة للبلدين على ضبط النفس لتجنب اندلاع صراع مسلح، مع العمل على الحد من خطاب الكراهية المنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي". وبيّن أن "هذه الجهود قد تدفع الطرفين إلى استكشاف سبل " لاستعادة العلاقات الثنائية".
وأكدت الوثيقة أن "المغرب يواصل بنجاح مساعيه لتعزيز سيادته على الصحراء، في مقابل استمرار الجزائر في تقديم الدعم لجبهة البوليساريو". وأشارت إلى أن "المملكة، في ظل قيادة الملك محمد السادس، انتهجت سياسة خارجية واثقة، من خلال تنويع شركائها بدل الاعتماد فقط على الغرب".
وأوضح التقرير أن "الجولات التي قام بها الملك محمد السادس إلى دول إفريقية أسهمت في تقوية الموقف المغربي في القارة، وأفضت إلى عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي". كما لفت إلى أن "المغرب تبنى بعد ذلك نهجاً أكثر حدة تجاه الدول التي تؤيد جبهة البوليساريو، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء".
وسلطت المجموعة الضوء على "النجاح المغربي في كسب دعم دولي لموقفه، من خلال فتح قنصليات دول عدة في مدينتي العيون والداخلة". وأشارت إلى أن "اعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء في سنة كان نصراً دبلوماسياً كبيراً".
وبعد قطع العلاقات بين البلدين في عام 2021, أشار التقرير إلى أن "المغرب، عبر خطاب الملك محمد السادس، سارع إلى مد يد التسامح نحو الجزائر، داعياً إلى فتح صفحة جديدة من العلاقات".