حركة ضمير تنتقد حصيلة منتصف ولاية أخنوش وتطالب بتحسين الوضع المعيشي

اختارت‭ ‬حركة ضمير‭ ‬المدنية‭ ‬توجيه‭ ‬رسالة‭ ‬مفتوحة‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة عزيز أخنوش ،‭ ‬بعدما‭ ‬فشلت‭ ‬أحزاب‭ ‬المعارضة‭ ‬البرلمانية،‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬ملتمس‭ ‬رقابة،‭ ‬لمناسبة‭ ‬بلوغ‭ ‬الحكومة‭ ‬منتصف‭ ‬ولايتها،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬حركة‭ ‬ضمير‭  ‬ليست‭ ‬حزبا‭ ‬سياسيا،‭ ‬وليست‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال‭ ‬مدفوعة‭ ‬باعتبارات‭ ‬حزبية‭ ‬أو‭ ‬انتخابية،‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬هيأة‭ ‬للتفكير،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬النقاش‭ ‬العمومي،‭ ‬حول‭ ‬قضايا‭ ‬البناء‭ ‬الديمقراطي‭ ‬والحريات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬السياسات‭ ‬العمومية‭ ‬والحكامة‭ ‬الرشيدة‭.

وأكدت‭ ‬الحركة،‭ ‬التي‭ ‬تضم‭ ‬مثقفين‭ ‬ونشطاء‭ ‬حقوقيين‭ ‬ومدنيين،‭ ‬أن‭ ‬الرسالة‭ ‬المفتوحة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تنوير‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬كما‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬أداء‭ ‬الوظيفة‭ ‬نفسها‭ ‬لملتمس‭ ‬الرقابة‭ ‬رمزيا،‭ ‬ومساءلة‭ ‬الحكومة‭ ‬علنا‭ ‬عن‭ ‬سياستها‭ ‬ونتائجها،‭ ‬مستغربة‭ ‬استمرار‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬إنكار‭ ‬الواقع،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إنكار‭ ‬الإخفاقات‭ ‬المتعددة‭ ‬لسياستها‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬تجاهل‭ ‬معاناة‭ ‬المواطنين‭ ‬والصعوبات،‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬المقاولات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭. ‬
وتساءلت‭ ‬الحركة‭ ‬موجهة‭ ‬خطابها‭ ‬إلى‭ ‬عزيز‭ ‬أخنوش،‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬قائلة‭ “‬كيف‭ ‬يمكنكم‭ ‬تعليل‭ ‬الادعاءات‭ ‬المعلنة‭ ‬في‭ ‬خطابكم‭ ‬حول‭ ‬انسجام‭ ‬أغلبيتكم‭ ‬البرلمانية،‭ ‬أو‭ ‬تثمين‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حكومة‭ ‬تلجأ‭ ‬بصورة‭ ‬منهجية‭ ‬لخدمات‭ ‬مكاتب‭ ‬الاستشارة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬أو‭ ‬ضمان‭ ‬استدامة‭ ‬تمويل‭ ‬ورش‭ ‬تعميم‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حسابات‭ ‬عمومية‭ ‬غير‭ ‬صادقة،‭ ‬أو‭ ‬التحكم‭ ‬المزعوم‭ ‬في‭ ‬العجز‭ ‬المزدوج‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬فيه‭ ‬رصيد‭ ‬الميزانية‭ ‬مجرد‭ ‬متغيرة‭ ‬للتقويم؟‭
وانتقدت‭ ‬الحركة‭ ‬حصيلة‭ ‬منتصف‭ ‬الولاية‭ ‬الحكومية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتعهدات‭ ‬والالتزامات‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬التصريح‭ ‬الحكومي،‭‬وعدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الموقعة‭ ‬مع‭ ‬أرباب‭ ‬العمل،‭ ‬والنقابات،‭ ‬والفشل‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬شروط‭ ‬إعمال‭ ‬متوازنة،‭ ‬تهم‭ ‬تسريع‭ ‬وتيرة‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬لهشاشة‭ ‬الشركات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬وتحديث‭ ‬الإدارات‭ ‬العمومية.
لقد‭ ‬أصبح‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يطاق،‭ ‬تقول‭ ‬ضمير،‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المواطنين‭ ‬والفاعلين‭ ‬الاقتصاديين،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬السكوت‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬سيكون‭ ‬بمثابة‭ ‬تخل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ “‬ضمير‭”‬،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يتماشى‭ ‬وفهمها‭ ‬للواجب‭ ‬الوطني،‭ ‬مذكرة‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة،‭ ‬بالالتزام‭ ‬بتحقيق‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬اقتصادي‭ ‬سنوي‭ ‬بوتيرة‭ ‬4‭ %‬،‭ ‬وخلق‭ ‬مليون‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬صافية‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الولاية‭.‬
وتوقفت‭ ‬الرسالة‭ ‬عند‭ ‬تفاقم‭ ‬الدين‭ ‬العمومي،‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬مستويات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ (‬1.196‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬يونيو‭ ‬2023،‭ ‬أو‭ ‬90‭ %‬‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭)‬،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تسميه‭ ‬الحكومة‭ “‬التمويل‭ ‬المبتكر‭”‬،‭ ‬هو‭ ‬مبتكر‭ ‬بالاسم‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بعمليات‭ ‬إعادة‭ ‬التأجير‭ ‬الأساسية،‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬من‭ ‬تفويت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬درهم‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬الرأسمال‭ ‬الخاص،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تعتيم‭ ‬كامل‭ ‬ودون‭ ‬ترخيص‭ ‬مسبق‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬الأمة‭.‬
وأكدت‭ ‬الحركة‭ ‬فشل‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬الاضطلاع‭ ‬بالتوجهات‭ ‬الأساسية‭ ‬للرؤية‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬لإصلاح‭ ‬التعليم‭ ‬2015‭-‬2030،‭ ‬وهو‭ ‬الفشل‭ ‬الذي‭ ‬ساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬المناخ‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم،‭ ‬وفي‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬من‭ ‬الإضراب‭ ‬شبه‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬الوطنية،‭ ‬والذي‭ ‬ستكون‭ ‬عواقبه‭ ‬التربوية‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬ضارة‭ ‬بالعملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬دون‭ ‬إغفال‭ ‬إضراب‭ ‬طلاب‭ ‬الطب‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬والصيدلة،‭ ‬مما‭ ‬ينذر‭ ‬بخطر‭ ‬سنة‭ ‬بيضاء‭ ‬في‭ ‬المغرب‭.‬
كما‭ ‬حاكمت‭ ‬بقوة‭ ‬فشل‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬تدبير‭ ‬ملف‭ “‬سامير‭” ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬المحروقات،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬تحرير‭ ‬قطاع‭ ‬المحروقات،‭ ‬في‭ ‬2015،‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬حكومة‭ ‬بنكيران،‭ ‬قد‭ ‬مكن‭ ‬من‭ ‬تخفيف‭ ‬الضغط‭ ‬عن‭ ‬صندوق‭ ‬المقاصة،‭ ‬وتقليص‭ ‬عجز‭ ‬الميزانية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬آثاره‭ ‬كانت‭ ‬كارثية‭ ‬على‭ ‬القدرة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمواطنين‭ ‬وعلى‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للمقاولات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭. ‬
وأوضحت‭ ‬الحركة‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬تدابير‭ ‬الدعم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المساعدات‭ ‬المباشرة‭ ‬للأسر‭ ‬الأكثر‭ ‬هشاشة،‭ ‬وغياب‭ ‬تقنين‭ ‬السوق،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬مجلس‭ ‬المنافسة‭ ‬غير‭ ‬فاعل‭ ‬آنذاك،‭ ‬فتحَ‭ ‬الطريق‭ ‬أمام‭ ‬ممارسات‭ ‬مضرة‭ ‬منتهكة‭ ‬لقانون‭ ‬حرية‭ ‬الأسعار‭ ‬والمنافسة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أقر‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬الفاعلون‭ ‬الرئيسيون‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النفط‭.