يترقب الموريتانيون بحماس كبير إعلان القائمة النهائية للمتنافسين على مقعد رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية الموريتانية ، وإن كانت حظوظ الرئيس محمد ولد الغزواني الأوفر، إلا أن شبابا يتسلح بالطموح يسعى لإحداث المفاجأة.
عملية مراجعة قد تحدث خارطة جديدة
في يوم الاثنين 15 ابريل انطلقت عملية المراجعة الاستثنائية للائحة الانتخابية في عموم التراب الوطني، في حين تنطلق المراجعة الخاصة بالجاليات في الخارج، ابتداء من 25 ابريل الجاري إلى غاية 29 مايو 2024، حيث ستُحدد بمقرر مشترك من وزارتي الخارجية والداخلية.
انتخابات رئاسية بموريتانيا في يونيو.. سبعة معارضين ينافسون ولد الغزواني
وذالك بعد أن أودع ولد الغزواني ملف ترشحه عند المجلس الدستوري ..
تنظم الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في موريتانيا في 29 يونيو، ودورة ثانية محتملة في 14 يوليو، حسب مرسوم رئاسي نشر السبت.
ويتوقع أن يكون الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني (67 عاماً) الذي يقود منذ 2019 المرشح الأوفر حظاً في هذه الانتخابات.
وأعلن سبعة معارضين حتى الآن أنهم سيشاركون في الانتخابات الرئاسية.
كما أعلن الناشط والمعارض الشهير في مجال مكافحة العبودية بيرام الداه عبيدي الذي حل ثانياً في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ترشحه رسميا لخوض الانتخابات الرئاسية .
وبموجب بنود المرسوم، تبدأ الحملة الانتخابية منتصف ليل الجمعة 14 يونيو وتنتهي الخميس 27 يونيو عند منتصف الليل.
ونص المرسوم على أن يبدأ التصويت عند الساعة السابعة وينتهي عند الساعة 19:00.
مع اقتراب «الرئاسيات»… هل تتفق المعارضة الموريتانية على مرشح موحد؟
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الموريتانية أعلنت أحزاب معارضة توصُّلها إلى اتفاق على الدخول في مسار مشترك في الانتخابات المقبلة، سواء عبر خيار موحّد، أو خيارات متعددة.
وجاء الإعلان في بيان وقّعه حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، وحزب «التحالف الشعبي التقدمي»، وحزب «الصواب»، وحزب «الجبهة الجمهورية للوحدة والديمقراطية»، وكذا حزب «التحالف من أجل العدالة والديمقراطية/حركة التجديد»، وحزب الإصلاح والعمل الشامل (الرك)، و«القوى الوطنية للتغيير»، ومشروع «إلى الأمام موريتانيا».
واستنكرت هذه الأحزاب دعوات أحزاب الأغلبية لإعادة ترشيح رئيس البلاد الحالي محمد ولد الغزواني لولاية ثانية ، في ظل ما عرفته مأموريته (ولايته) المنتهية من ضعف في الإنجاز، وتزوير للانتخابات وقمع للحريات، وفق بيان الأحزاب.
وكان 13 حزبا سياسيّا تنضوي تحت لواء الأغلبية قد أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي دعم ترشُّح ولد الغزواني لولاية ثانية، داعية القوى السياسية كافة إلى «دعم هذا الخيار من أجل موريتانيا آمنة ومستقرة ومزدهرة». ويعدّ بيان أحزاب المعارضة السبعة مؤشرا على أن هذه الأحزاب ماضية في منافسة مرشح أحزاب الأغلبية، التي تدعم ترشيح ولد الغزواني لولاية ثانية، والذي تنتهي ولايته في يونيو المقبل؛ لكن يمكنه الترشح لولاية ثانية، وفقا للدستور الموريتاني.
صعوبة التوافق :
لكن يبقى التحدي الأكبر أمام المعارضة في الانتخابات الرئاسية المقبلة هو توحيد صفوفها، والاتفاق على مرشح موحّد تدفع به لمنافسة ولد الغزواني، وهو خيار يستبعده المحللون نظرا لحالة التشرذم والخلافات بين أطيافها.
ويرى رئيس «المركز المغاربي للدراسات الاستراتيجية» في نواكشوط، ديدي ولد السالك، أن المعارضة تواجه تحديات حقيقية في إيجاد مرشح موحد، تتمثل في صعوبة التوافق على شخصية تملك تجربة سياسية وقبولا يمكن أن تنافس في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وقال ولد السالك في حوار صحفي سابق، إن المعارضة تملك تجربة «مريرة» في عدم التوافق على مرشح موحد، وهو ما أثر عليها في الانتخابات الرئاسية السابقة التي جرت في عام 2019.
فالتاريخ السياسي في موريتانيا يؤكد أن أحزاب المعارضة فشلت في كل محطات الانتخابات الرئاسية على التوافق على مرشح موحد، إذ كان لكل حزب مرشحه.
تخوف من تكرار سيناريوهات سابقة
وفي بيانات سابقة أبدت أحزاب معارضة خشيتها من عدم قدرة “اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات” في تشكيلتها الحالية على تنظيم انتخابات شفافة.
وأثارت الانتخابات النيابية والمحلية التي جرت في 13 مايو/أيار 2023 جدلاً واسعاً بموريتانيا إثر حديث أحزاب سياسية من المعارضة والموالاة عن “تزوير” واسع، ومطالبتها بإلغاء نتائجها وإعادتها”.
وأسفرت تلك الانتخابات عن فوز كاسح لحزب الإنصاف الحاكم الذي حصد 107 مقاعد من إجمالي 176 مقعداً بالبرلمان، فيما تقاسمت أحزاب المعارضة وأحزاب أخرى موالية للرئيس بقية المقاعد بنسب متفاوتة.
وضع خاص :
وفي ظل هذه الاحتمالات يرى كثيرون أن الاستقرار هو الأساس، وأن البلد في منطقة ملتهبة تحتاج مزيدا من الهدوء والابتعاد عن ما من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار.
صحيفة “المرابع”
المصطفى محمد محمود