يترقب مناضلو حزب الأصالة والمعاصرة بعد ساعات قليلة انطلاق مؤتمرهم الخامس بمدينة بوزنيقة، والذي سينظم أيام 09- 10- و11 فبراير الجاري؛ تحت شعار: "تجديد الذات الحزبية لضمان الاستمرارية"، وسيعرف مشاركة ما يقارب ثلاثة آلاف مؤتمر، بدون رؤية واضحة بعدما فشلت اجتماعات ولقاءات الترتيبات الأخيرة في التوافق حول من سيتزعم ثاني أكبر حزب سياسي في المغرب، في ظل الأزمة التي ضربت أركان بيته إثر اعتقال اثنين من قيادييه في قضية الاتجار الدولي للمخدرات.
في هذا الصدد أفاد قيادي بحزب الجرار في تصريح لـ"بلبريس"، أن سيادة التسيب التنظيمي وتعثر تنزيل مقتضيات النظامين الأساسي والداخلي وعدم عقد المؤتمرات الجهوية، في جهات البيضاء سطات والشرق والأقاليم الجنوبية، وكذا غلبة منطق التعيينات المزاجية والولاءات في مناصب المسؤولية الحزبية مركزيا وجهويا عوض الكفاءة، كان من نتائجه هزات سياسية وتنظيمية ومتابعات قضائية، والتحضير للمؤتمر في ظروف مرتبكة.
وأضاف أن حديثه عن الارتباك تجلى في عدم ظهور ملامح الزعيم المقبل للحزب إلى حدود الساعة، في ظل حديث البعض عن قيادة جماعية عوض تمركز المهام في يد الأمين العام واستحواذه على جميع القرارات.
مصدر "بلبريس" شدد على أن هذا النوع من التدبير الحزبي يتم اعتماده في الأحزاب الشيوعية التي تجاوزها الزمن، مبرزا أن هذا القرار لن يجدي نفعا وإنما سيكون عاملا مشوشا، لأنه من المتعارف أن أدوار المكتب السياسي في صيغته الحالية هو التسيير والتدبير الجماعي، شريطة أن يكون الأمين العام شخصا ديمقراطيا ويمنح التفويضات حسب التخصصات لأعضاء المكتب السياسي.
في هذا الباب أوضح مصدرنا أن المؤتمر الخامس لـ"البام"، سيكون أول مؤتمر سيعقد بدون وثائق سياسية ومذهبية، مبرزا أن القانون الداخلي يشترط أن يتم تسليم مناضلي الحزب مشاريع الوثائق والتعديلات قبل شهر لتتم مناقشتها في الفروع الحزبية وتقدم مقترحاتها للجنة التحضيرية.
وأردف موضحا:" هناك ارتباك كبير في التحضير للمؤتمر نحن نشعر وكأننا ضيوف في عرس من تنظيم ممون حفلات، لأنه بدون نقاش فكري، ناهيك أن ست ساعات لن تكون كافية لتقييم ما جرى خلال أربع سنوات من عمر القيادة الحالية، كما أنها لن تسمح لتقييم ما يقارب سنتين ونصف من تجربة الحكومة التي يشارك الحزب في أغلبيتها".
وعن الأسماء التي من المزمع أن تضمها القيادة الجماعية لحزب الجرار أوضح مصدر "بلبريس"، أن الأمر يتعلق بأسماء كلاسيكية كان يشاع أنها ستترشح للأمانة العامة، ومنها فاطمة الزهراء المنصور، رئيسة المجلس الوطني، وعبد اللطيف وهبي الأمين العام الحالي ومحمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل وسمير كودار، رئيس جهة مراكش، وعادل بركات رئيس جهة بني ملال خنيفرة، وصلاح الدين أبو الغالي، ومن يدور في فلكهم، إلى جانب بعض الأسماء الشابة التي تشتغل في دواوين الوزراء من قبيل هشام عيروض وإيمان عزيزو و أسماء من شبيبة الحزب كنجوى كوكوس، بهدف إضافة "روتوشات" كواجهة للتغيير.
وفي السياق ذاتهّ، أكد المصدر أن أطياف مهمة من مناضلي ومؤتمري الحزب ترغب في إجراء نقد شامل وتحمل القيادة الحالية ما يعيشه الحزب من ارتباك، لهذا فهي ستطالب بدون شك بتجديد القيادة وبغربلة "من سيتولون المسؤولية باسم الحزب مستقبلا، حتى يتم منع تسرب الفاسدين إلى الأجهزة المركزية والجهوية.
واعتبر أن أي تجديد يحافظ على القيادة المسؤولة عن هذا الوضع هو ضحك على الذقون، مؤكدا أن لا بد من تغيير الأمين العام والمسؤول عن التنظيم وتغيير القيادات الجهوية للحزب وتسطير أهداف دقيقة وصارمة لتطهير الحزب من كل بقايا سعيد الناصيري وبعيوي، وتشكيل لجنة حقيقية للأخلاقيات وتفعيل القانون الداخلي.
وعبر مصدر "بلبريس"، عن استغرابه لعدم ترشح رئيسة المجلس الوطني للحزب فاطمة الزهراء المنصور، للأمانة العامة خاصة في ظل الإجماع والتوافق الذي تحظى به داخل الحزب، مذكرا أن عبد اللطيف وهبي، الأمين العام الحالي، عبر عن دعمه لها واستعداده لعدم الترشح لولاية جديدة في حالة ما أقدمت على الترشح.