تلقت الأحزاب إشارات بترجيح كفة الأطر الحزبية في حركة تعيينات مرتقبة لسفراء جدد، في إطار خطة سياسية لدعم الإنجازات الكبيرة التي بصمت عليها الدبلوماسية المغربية في الفترة الأخيرة، خاصة على مستوى الدفاع عن قضية الصحراء المغربية وفضح مناورات خصوم الوحدة الترابية، وتتويج ذلك باعتراف أمريكي تاريخي، بالإضافة إلى الصرامة التي أبانت عنها الرباط في مواجهة استفزازات بلدان أوربية، خاصة ألمانيا وإسبانيا.
وكشفت يومية الصباح أن الخارجية توصلت بسيل من الترشيحات لتولي مناصب سفراء وسفيرات، وأن الأمر يتعلق بـ”بروفيلات” من كل أطياف المشارب السياسية، و الفئات العمرية، إذ بالإضافة إلى قياديين سابقين تضمنت اللائحة أطرا شابة، خاصة من بين نساء الأغلبية والمعارضة.
وتنوعت دوافع الترشيحات الحزبية بين إنصاف قياديين أرغموا على التواري عن الساحة السياسية، والتخلص من المنافسين المحتملين خلال المحطات التنظيمية المرتقبة قبل الانتخابات المقبلة، كما هو الحال بالنسبة إلى وزيرة سابقة ورئيسة منظمة نسائية، وكذا فتح المجال الدبلوماسي أمام الأقارب والأتباع كما هو الحال بالنسبة إلى نجلة أمين عام أحد أحزاب المعارضة.
وتهدف الخطة الدبلوماسية الجديدة إلى اعتماد أسماء مناضلة، كتلك التي تم تعيينها إبان حكومة الراحل عبد الرحمان اليوسفي في أكثر العواصم عرضة لاختراق خصوم الوحدة الترابية، في أفق توسيع دائرة الدول التي صححت أخطاء الماضي في حق الوحدة الترابية للمملكة خاصة في أوربا، وانضافت بلجيكا إلى اللائحة بعد تأكيد موقفها بشأن قضية الصحراء معبرة، أن مخطط الحكم الذاتي المقدم من قبل المغرب في 2007، يعد “مجهودا جديا وذا مصداقية من قبل المغرب وأساسا جيدا لبلوغ حل مقبول من الأطراف”، كما ورد في الإعلان المشترك الصادر في 20 أكتوبر 2022.
وتضع خارطة التعيينات المرتقبة بين أهدافها ضخ دماء جديدة في محاور صاعدة ومواصلة سياسة تنويع العلاقات و التوازن في التحالفات، إذ شكل تطوير علاقات الصداقة القائمة بين روسيا والمغرب محور مباحثات أجريت، بحر الأسبوع الجاري بموسكو، بين الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية للشرق الأوسط وإفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، ولطفي بوشعرة، سفير المغرب بروسيا، فقد ذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية الروسية، أن الجانبين تناولا، خلال اللقاء، “القضايا الراهنة المرتبطة بالتطور المطرد للعلاقات الودية التقليدية بين البلدين اللذين جددا جدولا زمنيا للاتصالات المقبلة على مختلف المستويات”.
وينتظر أن تواكب التعيينات الجديدة خارطة الطريق الملكية في إفريقيا والمرتكزة على إقامة شراكات متجددة، في إطار تعاون ثنائي وإقليمي وجهوي ومتعدد الأطراف، لا ترتهن إلى الشعارات، بل تقوم على أساس من المشاريع الرامية إلى تكثيف التعاون، الذي أصبح من أولويات السياسة الخارجية للمغرب إذ من المتوقع أن تطلق مشاريع دينامية شاملة من أجل مسلسل حكامة سياسية لفضاء أطلسي مشترك، لا يتمثل فقط في إعادة تفعيل آليات الماضي، بل تجاوزها، نحو طموح تمكين إفريقيا من خلال جعل الصحراء المغربية نافذة على العالم.