“بلوكاج” الدار البيضاء يستنفر قيادات التحالف الحكومي اخنوش وبركة ووهبي لاجتماع طارئ

تحركت الهواتف بشكل مثير، منذ نهاية الأسبوع الماضي، بين الأمناء العامين لأحزاب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، والمنسقين الجهويين بجهة البيضاء-سطات، أسفرت عن الدعوة لاجتماع، وصف بشديد الأهمية، عقد، إلى ساعات متأخرة من أول أمس (الثلاثاء)، بمنزل العمدة ارميلي بحي المستشفيات.
وحسب يومية الصباح، توصل عزيز أخنوش وعبد اللطيف وهبي ونزار بركة، في المدة الأخيرة، بعدد من التقارير والمعطيات تنبه إلى الوضع الكارثي الذي وصله التحالف الثلاثي و(الاتحاد الدستوري) المسير لجماعة البيضاء وعدد من مقاطعاتها، في ظل الخلافات الكبيرة بين مكوناته، ووصلت حد تبادل اتهامات الفساد والتخوين وحماية الريع.
ويتعرض التحالف الأغلبي إلى امتحان عسير، سواء في المقاطعات، أو اللجان الدائمة، أو حتى داخل الدورات، إذ لاحظ المتتبعون هوة الخلافات بين الأحزاب الأربعة، وغياب حد أدنى من الانسجام في المواقف، بل تمارس أحزاب في التحالف دور المعارضة في كثير من الأحيان.
وإذا كانت هذه الصراعات لا تؤثر على التصويت على القرارات (عملية تتحكم فيها الهواتف والكواليس)، فإن ذلك لا يعني عدم وجود عوامل تعرية سياسية وحزبية مستمرة، تمكن ملاحظاتها، مثلا، في الحروب المشتعلة في مقاطعات، مثل المعاريف وسيدي معروف وسيدي بليوط والحي المحمدي وسيدي عثمان ومولاي رشيد وعين السبع والصخور السوداء، بشكل أقل.
ولإطفاء النيران المشتعلة في كل مكان، وبتعليمات محددة من الأمناء العامين لأحزاب التحالف، دعا المنسقون الجهويون، وهم محمد بوسعيد عن التجمع الوطني للأحرار وسعيد الناصري عن الأصالة والمعاصرة وفؤاد القادري عن الاستقلال، إلى موعد في السادسة مساء لاجتماع موسع. وأطرت الاجتماع نبيلة ارميلي، رئيسة مجلس البيضاء، وحضره أيضا، عبد اللطيف معزوز، رئيس مجلس الجهة، كما استدعي إليه الاتحاد الدستوري في شخص محمد جودار، الأمين العام، إضافة إلى أربعة رؤساء فرق بمجلس المدينة، هم عبد الصادق مرشد (التجمع)، وأحمد بريجة (البام)، ومصطفى حيكر (الاستقلال)، ويوسف ارخيص (الدستوري).
وقال مصطفى حيكر، في تصريح لـ»الصباح»، إن الاجتماع استمر خمس ساعات، وانتهى في الساعة الحادية عشر ليلا، كشف فيه الحاضرون عن وجهات نظرهم من المشاكل والتعقيدات والخلافات الموجودة في التحالف.
وأكد حيكر أن الاجتماع تميز بالنقاش الصريح والإنصات الجيد إلى الجميع، مع ترجيح كفة النقاط الإيجابية والرغبة في إنجاح التجربة خدمة لمصالح المواطنين.
واعتبر رئيس فريق الاستقلال أن الاجتماع كان بمثابة فرصة لإنجاز حصيلة خفيفة للسنتين، إذ تدارس الأعضاء عددا من النقاط التي تهم سير الأشغال والبرامج والإكراهات المالية والاستثمار، إضافة إلى المشاكل العالقة في بعض المقاطعات. وانتهى الاجتماع إلى الاتفاق على عدد من الالتزامات، منها إشراك حقيقي لرؤساء الفرق في نتائج مداولات المكتب والإعداد للدورات بوقت كاف، والالتزام أيضا بتوصل الرؤساء بجميع الوثائق والمعطيات، في إطار خطة للتواصل الداخلي، حتى يكونوا على بينة من الأمر، مع عقد اجتماعات اللجان في وقت بعيد عن تاريخ الدورات.
من جهته، أثنى أحمد بريجة، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة، عن الأجواء الإيجابية التي ميزت الاجتماع، وخطاب المكاشفة والصراحة، مؤكدا أن هناك اتفاقا اليوم بين جميع المكونات على خلق مناخ سياسي صحي بالبيضاء، يسمح بالانطلاق في تنفيذ المشاريع وبرامج التنمية لفائدة السكان.
وأكد بريجة أن أهم تحد، ينبغي أن يتصدى له الجميع بعيدا عن الخلافات، هو كيفية البحث عن موارد مالية جديدة، تمكن من رفع إيقاع التنمية، ما انتبه إليه منسقو الأحزاب الذين التزموا باجتماع مرة كل أشهر أشهر، للتداول في بعض القضايا في حينها، وإيجاد حلول لها.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.