الإهمال يحول ضاية عوا من جنة ساحرة إلى صحراء قاحلة (صور)

ضاية عوا التي تتواجد بين مدينة افران و مدينة ايموزار كندر التي كانت تتميز بجمال طبيعتها بالينابيع المحيطة بها ذات التنوع الإيكولوجي البيئي أصبحت تعيش جفافا تاما بسبب ندرة المياه مند عدة سنوات ، و هجرة الطيور منها مثل اللقالق و البجع و البط البري و طيور الكروان و الطيور المهاجرة التي كانت تزين البحيرة ،و أنواع من الأسماك التي كانت تتواجد فقط في المغرب ، و أصناف أخرى لا وجود بالبحيرة حاليا لها مثل الضفادع و الزواحف و غيرها ، جعلت منها صحراء قاحلة مند سنة 2018.

جفت العيون التي تغدي ضاية عوا بإقليم افران ، و أصبحت صحراء قاحلة حيث أصبحت ضاية عوا شبه مهجورة بسبب عدم توافد الزوار و السياح اللذين كانوا يتوافدون عليها من كل ربوع المملكة و حتى من خارج البلاد ، بسبب طقسها المعتدل والاستمتاع بمناظرها الخلابة ، ولكن نظرا لشح تساقطاتها الثلجية خلال فصل الشتاء ،و استغلال مياهها الجوفية فقدت التنوع البيولوجي و السياحي . ضاية عوا التي كانت مفضلة للزوار من مختلف أنحاء العالم اللذين يعشقون السياحة الجبلية بحثا عن الترفيه و المتعة ، و الراحة النفسية و الاستمتاع بمناظرها الخلابة بين جبالها و أشجار الأرز الشامخة ومياهها العذبة بلونها الأزرق و هوائها الرطب ، كانت بمثابة جنة فوق الأرض .

هنا تطرح العديد من الأسئلة حول الأسباب الحقيقية وراء الحالة المزرية التي آلت إليها ضاية عوا .

هل استغلال الموارد المائية للأغراض فلاحية والتغيرات المناخية هو السبب في مأساة ضاية عوا ، الشيء الذي جعلها ترابا راكدا متراكما ؟

أم يعود السبب إلى تزايد عدد الآبار غير القانونية بالضيعات المجاورة ؟

أم من انتشار الزراعات غير المستدامة التي تستهلك كما هائل من المياه ؟

أم المسابح الخاصة و تعدد مسابح مراكز الاصطياف التي تستغل مياه الآبار ؟

أم مواسم الجفاف المتلاحقة و شح المياه و الأمطار و الثلوج و غيرها هي العوامل الرئيسية في جفاف البحيرة؟

فسكان المنطقة كانوا يعتمدون في حياتهم المعيشية على عدة أنشطة اقتصادية التي كانت تدر عليهم مداخيل جد مهمة أهمها الزراعة و الأنشطة السياحية ، لكنها للأسف تحولت إلى مرعى للقليل من الأغنام تقتات من حشائشها .

من المعروف أن المغرب يحافظ على موروثه الشيء الذي دفع الجهات المسؤولة بتعاون مع عدة جهات مختصة لإعادة الحياة لضاية عوا العريقة .

وكأول تجربة في المغرب لإعادة تأهيل بحيرة بعد سنوات عجاف ستعود ضاية عوا لبريقها ، فقد عملت الدولة على إعادة تأهيل البحيرة في إطار مشروع تأهيل ايكولوجي من أجل استرجاع الضاية المعروفة على الصعيد الوطني و الدولي ، و هو مشروع " إحياء ضاية عوا " Revive Dayet Aoua، من قبل مؤسسة MAVAو برنامج التمويل الصغير للصندوق العالمي للطبيعة ، التابع لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي PNUD والصندوق العالمي WWF الذي يعتبر أول صندوق من نوعه في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و المنظمة غير الحكومية ـ الكوكب الحي / المغرب ـLiving Planet Morocco بحيث يقدر تكلفة هده العملية 6.1 مليون درهم التي ستساهم بها المنظمة ب 3.5 مليون درهم ، كمرحلة أولى كإعادة ترميم الجزء الطبيعي للبحيرة ، و هي إعادة تأهيل خدمات ايكولوجية و القيام البيولوجية و العلمية والثقافية و كذلك السوسيو ثقافية للمنطقة .

في إطار مشروع تعزيز تنفيذ مبادرة صندوق الماء لسبو من اجل تدبير مندمج و منسق لبحيرات الأطلس المتوسط لضمان تدبير مستدام و مندمج للمناطق الرطبة بالأطلس المتوسط .