عيد الفطر بطنجة.. عادات وتقاليد متأصلة تصنع الفرحة والبهجة وتعزز توطيد الأواصر

يحتفل المسلمون حول العالم بقدوم عيد الفطر، وذلك بعد 30 يوماً من الصيام والتعبد في شهر رمضان، إذ يحتفلون فيه بإفطارهم بعد إتمامهم لفريضة الصيام.

الساعة تشير إلى 7 صباحا، هنا بعروس الشمال الشوارع الكبرى أضحت فارغة تماما فقط مرور بعض العربات المتجهة صوب المساجد والمصليات، أما بالنسبة للأحياء الشعبية فهي تظهر بحلة جديدة بعدما زينت بأعلام وزينات خاصة بالعيد وهي المبادرة التي يشارك فيها أبناء الأحياء مع اقتراب الأعياد الدينية من كل عام والتي تزيد من إضفاء طابع الفرحة والبهجة على الساكنة.

وفي جو بهيج جمع بين الخشوع والفرحة الغامرة والشعائر الدينية وجمالية اللباس التقليدي توجه المصلون رجالا ونساء وأطفالا إلى صلاة العيد لتشهد الطرق المجاورة للمساجد والمصليات المركزية احتشاد آلاف المواطنين قبيل الصلاة وبعدها.

أجواء العيد في هذا الصباح بمدينة طنجة، ميزتها طقوس خاصة عن باقي مدن المغرب وذلك بفضل تعدد وتنوع التقاليد والعادات بمدن الشمال، لعل أبرزها أجواء الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية لدى الاطفال بعدد من الأحياء التي استعدت لهذا العيد منذ اسبوع بطرقها الخاصة، ناهيك عن طقوس النساء والجيران بأحياء أخرى في أطراف المدينة حيث الحرص الكبير على تتبع طقوس جماعية لكل أفراد الأسر في العيد.

وما إن ينتهي أداء صلاة العيد وطقوسها حتى يتوجه الطنجوييون إلى بيوتهم أو عند الأقارب والعائلات قصد صلة الرحم وتقديم التهاني بمناسبة حلول عيد الفطر، كما تنفرد ساكنة مدينة طنجة بطقوس خاصة داخل أحياءها كانت بدايتها مع حفل توزيع الحلويات والتمر والحليب على أطفال وشباب وشيوخ الحي، كما حدث بمنطقة العزيفات ببني مكادة وحي السواني وباقي الأحياء الأخرى..

وتذهب النساء بدورهن إلى المصليات لأجل أداء صلاة العيد، بينما تبقى أخريات في البيوت، من أجل تحضير أطباق الحلوى، لا سيما أن الزوار سيتوافدون طيلة اليوم، وعليه تتزين غالبية موائد ساكنة مدينة طنجة في إفطار أول أيام عيد الفطر بالحلويات التقليدية المغربية، التي توضع في صحون واسعة، وترافقها المعجنات المحلية الإفطار كـ "الرغايف" و"البغرير'، والتي لزاما يرافقها الشاي الأخضر "المنعنع" بسكر زيادة أو قهوة سوداء، إضافة إلى أطباق أخرى تتنوع وتختلف من بيت إلى آخر.

يأخذ عيد الفطر بمدينة طنجة مداه الراسخ في عادات وتقاليد السكان المحليين، وشكّل لسنوات طويلة مناسبة لتوثيق الروابط الاجتماعية وفك النزاعات وإقامة الصلح بين المتخاصمين، ما جعل العيد يتحول لدى مختلف تشكيلات المجتمع الطنجاوي إلى تظاهرة استثنائية ينتظرها الكبير والصغير، لتوطيد العرى وفك الخصومات، وصلة الرحم وكذا زيارة قبور الموتى، حيث يلتجا العديد من السكان نحو زيارة مقبرة مرشان والمجاهدين، في مشهد مهيب يندمج فيه وقار الرجال ببراءة الأطفال وعفوية النساء بأزيائهنّ التقليدية وأغلى ما تملكنّ من حلي.

فرحة العيد لا تنتهي بمدينة طنجة الابزيارة الاهل والاقارب بحيث تعكف الاسر على ربط اواصر الزيارات بين مختلف الاسر والعائلات ، وغالبية الازواج والزوجات بطنجة يتوجهون نحو زيارة الاباء والامهات صبيحة يوم العيد وهي عادة راسخة بين المجتمع.