قيس سعيد يتّجه بتونس للمجهول..اتهام صاحب شركة قهوة بـ”التآمر على أمن الدولة” يثير سخرية في تونس

أثار خبر اعتقال السلطات التونسية صاحب شركة قهوة بتهمة “التآمر على أمن الدولة” في إطار ما يعرف بـ”ملف القهوة”، موجة من الجدل والسخرية في البلاد، وخاصة أن الملف المذكور يضم أبرز معارضي الرئيس قيس سعيد.

وكشفت وزارة الداخلية التونسية عن إيقاف صاحب شركة لبيع القهوة (لم تكشف عن هويته) بتهمة “التآمر على أمن الدولة العام الغذائي باحتكار مواد غذائيّة استهلاكيّة وعدم تزويد السّوق المحليّة بها” و”شبهة تبييض أموال والتوريد بدون إعلام لبضاعة خاضعة لقاعدة إثبات المصدر والتعامل بين مقيم وغير مقيم بعملة أجنبيّة دون الحصول على موافقة البنك المركزي وعدم التصريح بمكاسب قصد التهرب الضريبي”.

وأضافت، في بيان الأحد، “بالتنقل إلى منزل المظنون فيه بعد التنسيق مع النيابة العموميّة وتفتيشه تفتيشا دقيقا تم العثور على 6 ساعات يدويّة (من النوع الفاخر) وعدد من القطع الذهبيّة كانت مخفية داخل سيارته، كما تم العثور على 5 سيّارات (من ماركات عالميّة باهظة الأثمان)، وبعد التعمق في التحريات تبيّن أن المظنون فيه يقوم بتهريب مبالغ ماليّة ضخمة من العملة الأجنبيّة وذلك حين سفره إلى إحدى الدّول لشراء الساعات اليدويّة المذكورة (يسافر عادة 10 مرات سنويا يقوم خلالها بشراء 6 ساعات في كل سفرة تتراوح قيمتها المالية بين 25 ألف دولار و600 ألف دولار للساعة الواحدة، يتولى إدخالها للتراب التونسي ليعيد بعد فترة بيعها بالخارج بمبالغ ماليّة باهظة)”.

وقال البيان إن المتهم “اعترف أنه اتفق مع أحد نظرائه (صاحب شركة مختصة في بيع وتزويد الأسواق بمادة القهوة) على عدم تزويد السوق المحليّة بالمادّة المذكورة، وبإجراء عمليّات التفتيش والمراقبة على مقرّات الشركتين المذكورتين بمشاركة فرق تابعة لوزارة التجارة وتنمية الصّادرات والإدارة الجهويّة للتجارة بأريانة تم حجز 50 طنا من مادّة “القهوة” تقدّر قيمتها الماليّة بـ 1.7 مليون دينار (تم الإذن بضخها بالسوق) كما تم حجز مبلغ مالي يقدّر بحوالي 150 ألف دينار (نقدا) و22 قطعة من المعدن الأبيض والأصفر وسندات خلاص بقيمة 50 ألف دينار. وبمراجعة النيابة العموميّة، تم الاحتفاظ بالمظنون فيه على ذمّة الأبحاث المتواصلة”.

وأثار الخبر جدلا واسعا، إذ أكدت بعض المصادر أن المتهم المذكور في بيان الداخلية هو نعمان اللوز صاحب شركة “اللوز” المعروفة بتوزيع مادة البن في تونس.

وكتب النقابي الأمني السابق هيكل الدخيل “شركة القهوة المعنية هي الشركة صاحبة العلامة التجارية “قهوة اللوز”، حيث تخاصم الزوج الشاب وليد اللوز مع زوجته وهددها بالطلاق، فقررت الزوجة الانتقام وبلغت عنه الجهات الأمنية وهو ما كلفه الإيقاف وليشمل الأمر إيقاف والده نعمان اللوز”.

ودونت إحدى الصفحات المؤيدة للرئيس سعيد “خيام التركي وراشد الغنوشي وكمال لطيف طلبوا من نعمان اللوز عدم توزيع مادة القهوة في تونس وسحبها من السوق وكانوا قد وعدوه باقتناء كامل الكمية في وقت لاحق مع إغرائه بعقود إعلانية مجانية في إذاعة موزاييك (وهنا دور مدير الإذاعة نور الدين بوطار). كل هذه التكتيكات كان عليها شاهدا كل من غازي شواشي وعبد الحميد الجلاصي. ونعمان اللوز الذي وشت به زوجته، اعترف بالمخطط كاملا لقاضي التحقيق. هذه تونس التي كادت أن تضيع وهذه هي العصابة التي يدافعون عنها. قطار المحاسبة انطلق ولن يرحمكم الشعب ولا التاريخ”.

وشككت المحامية ليلى بن محمد بالرواية الرسمية حول إيقاف نعمان اللوز، مشيرة إلى أن التهم الموجهة له غير منطقية، وخاصة تهمة الاحتكار، على اعتبار أن ما وجدته الشرطة في مخازن شركته لا يتجاوز 50 طنا من القهوة، وهي كمية لا تكفي لتغطية الاستهلاك اليومي من هذه المادة في تونس.

وكتب الناشط أيوب عمارة ساخرا “امرأة تخاصمت مع زوجها، فقدمت شكوى قضائية ضده، تفيد بأنه يحتكر مادة القهوة ويخبىء ذهبا وعملة صعبة في منزله بدون ترخيص، وقد تصدر بحقه أحكام تصل لـ25 سنة سجن”، مضيفا “نصيحة لكل رجل اعمال في تونس اليوم، لديك حلان لا ثالث لهم: إما أن ترضي الدولة أو ترضي زوجتك!”.