العجز عن إيجاد حلول لصراع التيارات يؤثر سلبيا على مساره الحكومي..“بلوكاج” في مؤتمر الاستقلال

يعاني الاستقلال تبعات “بلوكاج» سياسي وتنظيمي، ناتج عن تأخير في انعقاد المؤتمر 18 للحزب منذ شهور، بسبب الصراع المحتدم بين تيار “ولد الرشيد”، القوي والنافذ، وتيار “بلا هوادة”، الذي يتزعمه الأمين العام للحزب، نزار بركة.

وكشفت جريدة الصباح، أن الصراع الداخلي بين التيارين أثر سلبيا على مسار الحزب في الحكومة، وعلاقة الوزراء بالبرلمانيين، والمنتخبين في مختلف المجالس الترابية، بل أعاق أيضا المراقبة الداخلية التي كان معمولا بها في الأجهزة المسيرة للحزب، عبر استدعاء الوزراء ومناقشة حصيلتهم، وانتقاد الأخطاء والهفوات، وممارسة النقد الذاتي، كي يتم تسريع وتيرة العمل.
وأكدت المصادر أنه، باستثناء الوزير بركة، الأمين العام، لم يلمس الاستقلاليون تأثير وزراء الحزب أو من استوزروا باسمه، على السياسات العمومية المتبعة، لذلك طالبوا بتغيير البعض منهم، واقتراح آخرين في أي تعديل حكومي مرتقب، لكي يظهر ما يطلقون عليه «الفكر التعادلي”، في ما تنتجه الحكومة من قرارات تلبي حاجيات المواطنين.
واستغرب الاستقلاليون صمت الأمين العام، الذي يشتغل على واجهات كثيرة، بسرعة فائقة، لتغيير السياسة المائية للحكومات السابقة، وتسريع وتيرة التجهيز في كل مناطق المغرب، بدون استثناء، ومساعدة المنتخبين الاستقلاليين قصد إرساء البنية التحتية في المجالس التي يسيرونها، لذلك اقترحوا عقد اجتماع عبارة عن “خلوة” لمدة يومين، لتصحيح المسار، وتفادي صراع التيارات وانفجار الحزب.
وفشل الاستقلاليون في إيجاد أرضية مشتركة بين التيارين، بسبب عدم تمكنهم من عقد المؤتمر الاستثنائي لأجل إجراء تعديل يهم كيفية تشكيل المجلس الوطني المقبل، وفق ما أكدته المصادر نفسها، ويتعلق أساسا بتقليص عدد أعضاء المجلس الوطني من 1200 عضو إلى قرابة 500، مع إلغاء عضوية أعضاء فريق الحزب بمجلس النواب بالصفة في المجلس الوطني.
وعارض هذا التعديل، برلمانيو الحزب بمجلس النواب، الذين اعتبروا إبعادهم عن المجلس الوطني، محاولة فصلهم عن أطر الحزب وبرلمانه الذي يراقبهم، ويقدم لهم مقترحات عملية لخدمة ناخبيهم في الدوائر التي فازوا فيها. كما ساد الخلاف مقترح الإبقاء على أعضاء اللجنة التنفيذية الحالية في المؤتمر المقبل، وعدم تعزيزهم بأعضاء آخرين، ما يعني إبعاد المساندين لبركة، عن قيادة الحزب وجعل الأمين العام في موقف ضعيف مكسور الجناح، وهو ما فطن إليه تيار «بلا هوادة».
ودعا الاستقلاليون، تضيف المصادر، إلى الابتعاد عن “الكولسة»، و”الخشونة السياسية” لإبعاد أطر يحتاج إليها الحزب حتى لا تغادر إلى أحزاب أخرى، أو تنشق وتؤسس حزبا جديدا، وتتسبب في مغادرة الاستقلال، للحكومة.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.