هل انقلبت الأغلبية على آيت الطالب؟انتقادات لاذعة والوزير يرفض “العدمية”

شهدت جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، الاثنين، نقاشا حادا بين النواب البرلمانيين ووزير الصحة والحماية الاجتماعية، حيث عرت مداخلة نواب الأمة من الأغلبية والمعارضة واقع منظومة الصحة بالمغرب، فيما عبر الوزير عن رفضه لما أسماه “العدمية” معتبرا أن ما تعاني المنظومة مجرد “نواقص”.

وفي هذا الصدد، اعتبرت نائبة من فريق التجمع الوطني للأحرار كليلة بونعيلات أن “العرض الصحي يشكل نموذجا للتفاوتات المجالية بين جهات المغرب”، حيث توجد “أقاليم بدون أقسام إنعاش وأقسام جراحة، وإن وجدت فلا وجود للأطباء الجراحين”، مضيفة أن “المغاربة القاطنين في القرى والمدن الصغرى يعانون من التفاوتات، ومرضى الأمراض المزمنة معاناة أكثر”.

وتابعت بونعيلات حديثها عن الوضعية “القاتمة” للمنظومة الصحية المغربية بقولها “كورونا كانت تقتل، لكن السرطان مازال يقتل”.

من جهته، أبرز النائب البرلماني عن الفريق الاستقلالي، أن إقليم سطات يعيش “معاناة حقيقة”، مبزرا أن المستشفى الإقليمي بسطات “تنخره الرشوة والفساد ويسيره السماسرة والغرباء”، على حد قوله، مبرزا أن قسم الولادة بالمستشفى ذاته لا يتم ولوجه إلا بعد أداء رشوة 300 درهم.

وأضاف “المستشفى المحلي بالبروج بدون حراسة ليلة، مركب الخدمات الجراحية بابن أحمد لا يشتغل منذ سنة”.

مداخلات فريق الأصالة والمعاصرة هي الأخرى أجمعت على أن المنظومة الصحية المغربية لا تستجيب للحالات الطارئة وتعاني من بطء في الاشتغال بما يهدد حياة المرضى، وأعطى المتدخلون الأمثلة بمستشفى لالة حسناء بمدينة اليوسفية الذي يعاني من “فراغ قسم الولادة مما يجبر الأسر على نقل الحوامل إلى مراكش وهو ما يؤدي إلى تكرار حالات الولادة في الطريق”.

كما وقفت البرلمانية نادية بوزندافة عن الفريق ذاته على وضعية المنظومة الصحية بمدينة آسفي، والذي وصفته بـ”المخيف جدا”، وأثارت انتباه الوزير إلى معاناة مرضى السرطان بمدينة آسفي والذين يضطرون إلى الانتقال 3 مرات في الأسبوع إلى مدينة مراكش.

في السياق ذاته، شددت ريم شباط غير المنتمية إلى أي فريق، على أن الملك محمد السادس يؤكد على العيش الكريم للشعب المغربي، وعلقت “والعيش الكريم يبدأ من الصحة”، مخاطبة الوزير “بين جوابك وبين الواقع سنوات الضياع”، كما لخصت وضعية المنظومة الصحية بقولها “الآليات خاسرة، ومرضى السكري لا يجدون الأنسولين، تم حذف الراميد دون إخبار الناس ولا تقديم البدئل”.

وضعية قطاع الصحة بإقليم ورزازات هي الأخرى وجدت حيزا في “الجلد” الذي تعرض له الوزير على الهواء مباشرة، حيث أكدت نائبة برلمانية، أن مستشفى التخصصات يعيش حالة تجميد منذ عشر سنوات ولم يكتب له الخروج إلى حيز الوجود، مستنكرة على الوزير تبريره للتأخر بـ”الحاجة لدراسة تأثير المحيط على المشروع” وعلقت “الأصل أن ندرس تأثير المشروع على محيطه”، وأضافت “تطرحون إشكالية بناء المستشفى على أرض طينية وورزازات كلها مبنية على أرض طينية”.

بالمقابل، رفض الوزير تقييم قطاع الصحية بـ”عدمية” على حد قوله، معتبرا أن المنظومة تعيش “نواقص” وأن الوزارة “تعرف جيدا الخصاص والنواقص ونقاط القوة”، وأنها “تشتغل على تسريع حل المشاكل التي تعاني منها المنظومة”.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.