دراسة: الشباب المغربي غير راض عن وضعيته المالية والأسرية

كشفت دراسة حديثة لمعهد “بروميثوس” للديمقراطية وحقوق الإنسان، أن الشباب المغربي غير راض إجمالا عن وضعيته المالية والأسرية من جهة، وقلق من جهة ثانية من مستقبله المادي ومهووس من جهة ثالثة بالاستقلال الذاتي عن أسرته.

وحسب الدراسة، التي استهدفت 1239 شابا من الفئة العمرية المتراوحة ما بين 18 و34 سنة، أن الشعور بعدم الأمان والهشاشة الاقتصادية متلازمان، ويؤثران بدرجة كبيرة على استقلالية الشباب، إذ يزداد الخوف لدى الشباب بضعف الاستقرار المهني والاستقلالية المالية وهشاشة الوضعية الأسرية.

وخلصت الدراسة إلى أن مسـتوى الاندماج الاقتصادي بالنسبة للشباب محدد حاسم في استقرار مساره الحياتي وتحقيق ذاته، حيث عبر معظم المشاركين في البحث، وبنسبة أكثر من 6 على 10، عن عدم رضاهم عن وضعيتهم المالية والأسرية الحالية، كما عبروا عن، أنه بغض النظر عن سياق الأزمة الاقتصادية، فهم يستشرفون المستقبل بقلق متزايـد بخصوص ما ستؤول إليـه أوضاعهم فـي ظـل تبعات كوفيـد 19 وندرة فرص الشغل واستحالة استقلالهم المادي عـن اسـرهم.

مصادر التوجس من المستقبل تختلف وتتنوع، حسب الدراسة ذاتها، لكن المشترك بينها يبقى أنها سياقية تخص الحياة الاجتماعية للشباب باعتبارهـم افـرادا يعيشون داخل مجتمعات محلية محدودة الآفاق الاقتصادية وفرص العمـل القـار.

وخلصت الدراسة إلى أن الشباب المغربي مهووس باستقلاله الذاتي، مؤكدة عدم وجود تغيير جوهـري علـى مسـتوى الحاجات اليومية والمشهد القيمـي للشباب المغربي، حيث ظلت مختلف الخاصيـات مسـتقرة طيلة ثلاثين سنة الأخيرة.

وأكدت الدراسة على أن الرغبـة فـي الاستقلال عـن الوالديـن وإثبـات الـذات -اجتماعيا والبحث الحثيـث عـن الاستقرار من أهـم الميزات التي طبعت جيـل مواليد التسعينات وبداية القرن 21، حيث يلمـس عنـد هـؤلاء تزايـد فـي الوعـي بالحقـوق وبالحريات؛ كمـا يلاحظ لديهـم ربـط آلـي بيـن التوفـر علـى عمـل قـار وبيـن الشـعور بالثقـة فـي جـدوى العيش المشترك وبالحمايـة مـن مخاطر الهشاشـة الاجتماعية والاقتصادية.

وأشارت الدراسة إلى أن أغلبية المشاركين والمشاركات في البحث اعتبروا أن الوضعية المتردية تزيـد مـن احتمال حدوث توتـر بيـن الشـباب وبين المجتمع والدولة.

وعلى الرغـم مـن تعاظـم حـجـم مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إلا أن الشباب المستجوب أبدى ارتياحـا نسبيا ويشعر بالأمان؛ كما يستشـعر بمسؤولية الحفاظ على استقرار البلـد أمـام المخاطـر التـي تهدد استقراره وتناعـم أفـراده وتلاحمهـم.

وأبانت الدراسة أن هذا الميـل بالرضا بالعيش المشترك وبالإيمان بسلمية العلاقات الاجتماعية ونبذ كل أشكال العنف وبضرورة تجنـب كل تغيير جذري فجائي، يقابلـه وجـود قـلـق لـدى نسبة عالية مـن هـؤلاء الشباب بسـبب تضاؤل فرص الشغل والوضعية المتدهورة لخدمـات القـرب الاجتماعـي خاصـة فـي قطاعـي التعليم والصحة.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.