يسير عبد المجيد مومر الزيراوي، مؤسس “تيار ولاد الشعب” داخل حزب الإتحاد الاشتراكي على خطى من سبقوه داخل الحزب ويستعد لإعلان إنشقاقه عن حزب الوردة التي سبق له أن إتهمه بكونه حاد عن الطريق الذي وضعه له مؤسسوه، خاصة من خلال كتاباته الصحفية ومداخلاته، كما أنه كان أحد الذين وضعوا ترشيحهم من أجل منافسة إدريس لشكر خلال المؤتمر الأخير على زعامة الإتحاد الاشتراكي قبل أن يتراجع كما تراجع الآخرون بسبب تفصيل تنظيمات المؤتمر التي ستنتخب الكاتب الأول للإتحاد لتكون على مقاس لشكر.
وبإعلانه الإستعداد لتأسيس حزب جديد خارج من رحم الإتحاد، يسير عبدالمجيد مومر الزيراوي على خطى كل من عبدالمحيد بوزبع ونونير الأموي ومحمد الساسي الذين أعلنوا خروجهم من الإتحاد بعد المؤتمر السادس للحزب الذي عق عام 2001، وتأسيس المؤتمر الوطني الإتحادي الذي ذاب في فيدرالية اليسار، وتلاهم في ذلك بعدها بسنوات قليلة عبدالكريم ابن عتيق الذي أسس الحزب العمالي وخاص به تجربة إنتخابات 2007 وفشل في تحقيق مبتغاه ليعود بعدها ابن عتيق إلى أحضان البيت الإتحادي قبل أن يتم إستوزاره في حكومة العثماني.
هذه المرة ومتزعما للتيار الذي يسميه “ولاد الشعب” يريد الزيراوي ومن معه الانطلاق نحو تجربة سياسية جديدة اختار لها مؤسسوها اسم “حزب الاختيار والانتصار”، حيث تم إعداد أرضيته التأسيسية التي تم إعدادها تحت عنوان “طريق الازدهار” والتي يريد من خلالها فتح نقاش مع المؤسسين لهذا الحزب حول قضايا متعددة حيث نقرأ في هذه الأرضية: “يتأسس العمل الإيديولوجي لمشروع حزب الإختيار والانتصار على مفهوم الاستعاضة التقنية كما هي تعبير حي وحر عن تطوير مستمر لآليات التفكير من داخل بناء الثقافات المحلية، وأن مفهومها الجديد دافعنا نحو التنبيه إلى أن الإسقاط السياسوي غير المعقلن لصراع إيديولوجيات حزبية قاصرة (الحداثة المغشوشة والتدين الحاكمي) .. لم يصل -هذا الإسقاط الاعوج- تماما إلى إستحضار المصلحة الثقافية الوطنية العليا، مما أدى إلى ضمور العديد من التخصصات المعرفية والروافد الفكرية السياسية، فتسببت جاهلية الصراع العقيم في إقصاء الأفكار الوطنية المنسية… الأفكار التي تتوفر فيها معايير الفطنة والتمرس والخبرة والتجرد مع القدرة على التناغم مع نبض المجتمع وانتظاراته المستعجلة”.