محمد بوزفور يكتب..ذهبية سفيان البقالي ..و ضرورة التغيير ..!

أكيد أن كثيرا من المغاربة سهروا إلى حدود الساعة الثالثة من صباح اليوم من أجل متابعة سباق 3000 متر موانع الذي عرف تتويج البطل العالمي سفيان البقالي بالذهب ضمن فعاليات النسخة 18 من بطولة العالم لألعاب القوى المقامة بمدينة يوجين بولاية أوريغون الأمريكية ..

أكيد أن الإنجاز الرياضي الفردي مهما كان عصاميا ينبغي أن يحتفى به جماهيريا و مؤسساتيا كما يليق بالمعدن النفيس .. لكن الحق في الفرح لا ينبغي أن ينسينا الحق في المصارحة وتعرية الواقع الذي لا يرتفع .. فبعد 16 سنة من عمر الجامعة تجد هذه المؤسسة الرياضية نفسها عاحزةً عن إسماع صوتها إفريقيا وعالميا .. بالقوة نفسها التي تعود عليها المغاربة أيام الزمن الجميل ..و عن تجديد ذاتها بالمقومات المطلوبة على صعيد الاستراتيجية والفكر والتنزيل .. يكفي أن نعلم أن المغرب لم يتمكن مؤخرا من تحقيق ما ينقد به ماء الوجه على مستوى سبورة الترتيب الافريقي بمناسبة الألعاب الافريقية التي نظمت بجزر موريس شهر يونيه المنصرم ، ذلك أن الحصيلة لم تتجاوز ميدالية فضية يتيمة و برونزيتين، احتلت على إثرها المملكة المغربية المركز 16 في جدول الميداليات، في حصيلة تعتبر الأسوأ في تاريخ المشاركة المغربية في البطولة الأفريقية منذ إنطلاقتها أول مرة عام 1979 بالسنغال .

السؤال - ألم تدق ساعة الحقيقة بعد لتدشين مخرجات حوار وطني يؤسس لسياسة جديدة داخل أسرة ألعاب القوى الوطنية، كفيلة بحلحلة المشهد الرياضي المتقادم ، بصيغة تمكن من تجديد الدماء على كراسي الجامعة بوجوه مقتدرة و برجالات متخصصة .. و بعمل بنيوي قاعدي من شأنه تصحيح المسارات والأعطاب ؟؟ .. أم أننا مجبرون على مشاهدة أساليب الاستغلال والتوظيف المتعددة لمشاعر السرور الجماهيري التي تتوخى عادة إخفاء مظاهر الفشل و البناء العشوائي في هذا النوع الرياضي ؟؟ و كأن البعض يؤمن بأن الشحرة يمكن أن تخفي الغابة .. و أن ماكياج التدبير و بعض التطبيل الإعلامي المنهج قد يتيحان إمكانية التغطية إلى ما لا نهاية على مساحة الندوب ( Cicatrices ) التي أصبحت تعلو وجه ألعاب القوى المغربية ..!!
محمد بوزفور .


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.